الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة19 يونيو 2024 11:06
للمشاركة:

بزشكيان وظريف في صلاة جماعة ومقابلات تلفزيونية.. هل قرر الطبيب الاستعانة بالدبلوماسي؟

تقترب الانتخابات الرئاسية في إيران من موعدها، ومعها، بدأ المرشحون بلعب أوراقهم الرابحة لجذب العدد الأكبر من الأصوات. الانقسام في مخيم الأصوليين، تقابله صورة أكثر صفاءً توحي بشبه توافق على جبهة الإصلاح، مع وجود مرشح وحيد لها وهو مسعود بزشيكان.

خلف أمين المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني عباس عراقتشي، وعن يساره وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، وعن يمينه مندوب إيران السابق لدى منظمة الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي، صلى بزشكيان، في صورة نشرت على منصات التواصل الاجتماعي.

في الشكل، قد تكون صلاة عادية، لكن في تفاصيل هذه الصورة ما هو أبعد من ذلك. فأن يجتمع “خط هجوم” الفريق الدبلوماسي لظريف مع بزشكيان، تزامنًا مع ما يُحكى بأن وزير الخارجية السابق هو من يقوم بإدارة الحملة الانتخابية للمرشح الإصلاحي، وقبل ساعات من حوار الطاولة المستديرة عبر “شبكة 3” التلفزيونية التي واجه فيها بزشكيان رفقة ظريف عددًا من الأكاديميين الإيرانيين المتخصصين في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، فهو دليل على أن الطبيب قرر الاستعانة بالدبلوماسي خصوصًا في ما يتعلق بملفات السياسات الخارجية.

وهذه التحركات من ظريف باتت أكثر وضوحًا في الساعات الماضية مع الحملات التي يقودها على مواقع التواصل في ما يخص استخدامه لوسوم “براى ايران” (من أجل إيران) مرفقة باسم بزشكيان، إضافة لإعلان سفر الوزير السابق رفقة المرشح الحالي إلى أصفهان في الساعات المقبلة ضمن الجولات الانتخابية.

هجوم على الأصوليين ودفاع عن الاتفاق النووي

بالعودة إلى البرنامج الذي شارك في بزشكيان وظريف إضافة للسفير الإيراني السابق في موسكو مهدي سنايي، فقد كان واضحًا بأن المرشح الإصلاحي قد حدد خط هجومه في الملفات الدبلوماسية، خصوصًا وأنه قد تلقى في الماضي اتهامات بـ”الضعف في فهم الأمور الخارجية والملفات الدبلوماسية”.

خلال اللقاء التلفزيوني، تحدث بزشكيان 8 دقائق فقط، وابتسم لمدة ساعة وهو يستمع لكلام ظريف. وفي الدقائق القليلة التي تحدث خلالها، بدا المرشح الرئاسي “أكثر حنكة من السابق”، وفق المراقبين، متخذًا مواقف أقل حدة من الزعيم الإصلاحي محمد خاتمي، وأكثر ديناميكية من الرئيس السابق حسن روحاني.

لعب الطبيب والبرلماني السابق على الجبهتين، مؤكدًا التزامه بسياسات النظام، ومتمايزًا عن الأصوليين برغبته بالانفتاح نحو الخارج.

من جهته، تحدث ظريف بلهجة أكثر حدة، رغم التزامه بالدبلوماسية؛ حيث رد على المرشح الأصولي سعيد جليلي دون تسميته في موضوع صادرات النفط، مشددًا على أن “الرئيس الأميركي جو بايدن منذ وصوله عمل على تخفيف صادرات النفط الإيراني، ثم يأتي شخص داخل البلاد ليقول لنا أن حكومة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي علّمت كيفية بيع النفط”.

وقال: “إن معجزة الألفية الثالثة (في إشارة إلى الرئيس السابق أحمدي نجاد) وأمين مجلس الأمن القومي في عهده (سعيد جليلي) لم يجلبا للشعب سوى العقوبات”.

ومؤكدًا انتماء بزشكيان إلى جبهة الإصلاح، حمل ظريف لواء خاتمي في حديثه، معتبرًا أن زعيم الإصلاحيين خلال فترة رئاسته “تصرف بمسؤولية وشاهدنا التحول الإيجابي في البلاد حينها”.

ولم يترك ظريف الفرصة للدفاع عن الاتفاق النووي الذي أبرمه في عهد الرئيس حسن روحاني، وقال: “لو كانت خطة العمل الشاملة المشتركة سيئة بالنسبة لنا لما تخلى عنها دونالد ترامب”، مضيفًا: “على عكس ما يُقال، الخطة كانت سدًا منيعًا بوجه العقوبات الغربية، وشاهدنا كيف انهالت العقوبات بعد الخروج من الاتفاق”.

توحي الأحداث المتسارعة في الملف الانتخابي بأن بزشكيان قرر خوض الانتخابات لاعبًا جميع أوراقه، ومستغلًا ما يُحكى عن انقسام في مخيم الأصوليين. فهل تُحسم الانتخابات الحالية من جولتها الأولى للإصلاحيين، أم أن للأصوليين أوراق قوة لا زالت لم تظهر حتى الآن؟

لمتابعة تغطية “جاده إيران” للانتخابات الرئاسية الإيرانية تحت عنوان “إيران.. الصندوق بعد المروحية” إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: