مانشيت إيران: محادثات أوروبا- إيران.. التسويات المتبادلة لحفظ القدرات النووية؟
ما الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخليًا وخارجيًا؟

“آگاه” الأصولية عن إسرائيل بعد قصف مستشفى ناصر في غزة: سفّاكة الدماء

“افكار” الإصلاحية: جنيف تستضيف الجولة الجديدة للمفاوضات الإيرانية الأوروبية

“جوان” الأصولية: الجيل z الأوروبي يُفلس شركات بيع الكحول

“آرمان ملى” الإصلاحية: الدبلوماسية الإيرانية النشطة في السعودية

“اقتصاد بويا” الاقتصادية: طوابير الهجرة للعمل في الصين

“آرمان امروز” الإصلاحية: كشف اللغز خلف دعم خامنئي لبزشكيان أمام المتطرّفين
أبرز التحليلات الواردة في الصحف الإيرانية لليوم الثلاثاء 26 آب/ أغسطس 2025
رأى الكاتب الإيراني غلام رضا صادقيان أنّ تصريحات محمد صدر وعلي مطهري الأخيرة تكشف حجم الخفة السياسية لبعض الشخصيّات، حيث زعم الأول إنّ إسرائيل هي من اغتالت الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي بمساعدة معلومات روسية، فيما تحدث الثاني في تسجيل قديم عن أنّ “هدف النظام من البداية كان صناعة القنبلة النووية”، وهو ما استغلّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب للترويج ضد إيران.
وفي مقال له في صحيفة “جوان” الأصولية، أضاف الكاتب أنّ مثل هذه الشخصيّات لم تكن يومًا في موقع يتيح له الوصول إلى معلومات حسّاسة، ودليل ذلك برأيه هو أسلوبهما العاطفي وحرصهما على الظهور الإعلامي.
ولاحظ صادقيان أنّ مطهري حاول بعد الضجة التي أثارتها تصريحاته التنصّل من هذه التصريحات، بالقول إنه شخص عادي بلا مسؤولية نووية، لكنّ هذا التناقض بحد ذاته برهان على عدم نضجه السياسي وخطورة كلامه، على حد تعبير الكاتب.
وأشار صادقيان إلى أنّ بعض المسؤولين الإيرانيين بمجرّد خروجهم من مواقع السلطة يتحوّلون إلى أبواق في مقابلات سطحية، كاشفين أو مدّعين ما لا يعرفونه، وهو ما يعرّض الأمن الوطني للتلاعب الخارجي.
ووفق الكاتب، فإنّ المطلوب اليوم هو موقف حازم من السلطة القضائية، وخاصة من رئيسها محسن أژهای، إزاء مثل هذه التصريحات، داعيًا إلى كشف أسماء من اعتادوا على هذا النهج ووضع ضوابط واضحة.
وختم صادقيان بأنّ القانون يجب أن يطال كل من يمارس عملًا إعلاميًا، سواء عبر منابر رسمية أو منصات فردية، مستنتجًا إنّ منح المزيد من الحرية للصحف والإعلام الرسمي أفضل بكثير من ترك المجال مفتوحًا لمقابلات عشوائية وشخصيّات تبحث عن الأضواء.

على صعيد آخر، اعتبر الأستاذ الجامعي ومحلّل السياسة الخارجية عطا تقوی اصل أنّ نجاح المفاوضات النووية الجارية في جنيف بين إيران والترويكا الأوروبية يمكن أن يغيّر المعادلة السياسية والدبلوماسية بشكل كبير.
وفي حديث له مع صحيفة “ستاره صبح” الإصلاحية، أضاف تقوى اصل أنّ هذه المفاوضات التي يترأس فيها مجيد تخت روانجي الوفد الإيراني، قد تشكّل نموذجًا لمرحلة جديدة من الحوار مع أطراف أخرى، بما فيها الولايات المتحدة، رغم عدم انتهاء مفاوضات طهران وواشنطن السابقة كما يجب.
وأشار الأستاذ الجامعي إلى أنه في حال التوصل إلى اتفاق، ستجد إسرائيل نفسها مضطرّة للتعامل مع واقع جديد، مما قد يدفعها إلى تصعيد أعمالها التخريبية، أو حتى المغامرات العسكرية المحدودة، محذّرًا من أنّ ذلك قد يزيد من خطر اندلاع مواجهة إقليمية.
وأوضح تقوى اصل إلى أنّ الاتفاق المحتمل مع أوروبا قد يبعد تهديد تفعيل “آليّة الزناد”، ويمنح إيران فرصة لتخفيف الضغوط، مشجّعًا الطرفين على اختيار السياسات الأقل خطورة لتفادي التصعيد.
ولفت الأستاذ الجامعي إلى أنّ الأوروبيين بدورهم لديهم حساسيات خاصة، وأنّ طهران مطالَبة بتقديم التزامات متبادلة مقابل ما ستحصل عليه من مكاسب، حيث جرى جزء مهم من التفاهمات خلف الكواليس، مما يقلّل من احتمال خوض مفاوضات طويلة ومرهقة.
وأكد تقوى اصل أنّ السياسة الإقليمية لإيران تشكّل عاملًا أساسيًا بنجاح أو تعثّر هذه المحادثات، وأنّ تقليص بعض الأنشطة التي تعتبرها الدول الغربية والإقليمية مهدّدة للاستقرار قد يفتح المجال أكثر أمام حلول دبلوماسية للملف النووي.
وختم تقوى اصل بأنه لا يمكن لإيران القبول بسيناريو العزلة على الطريقة الكورية الشمالية، وبأنّ الحفاظ على القدرات النووية السلمية لن يتحقّق إلا عبر الدبلوماسية القائمة على التسويات المتبادلة.

في سياق آخر، قال الكاتب الإيراني محسن غرویان إنّ خطاب القائد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الأخير حمل رسالة واضحة بدعم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في مواجهة الأصوات المتشدّدة، حيث تفرض الظروف الداخلية والخارجية ضرورة تحقيق صلح ووفاق وطني حقيقي.
وفي حديثه لصحيفة “آرمان امروز” الإصلاحية، أضاف الكاتب أنّ البلاد تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تماسك بين السلطات الثلاث، وتعزيز الثقة بين الشعب والدولة، محذّرًا من أنّ غياب الانسجام سيجعل إيران أكثر عرضة للتهديدات الخارجية، خاصة من جانب إسرائيل.
وذكّر غرویان بأنّ برشكيان هو خيار غالبية الشعب، وبالتالي فإنّ جميع التيارات – بما فيها أنصار المرشح المنافس سعيد جليلي – ملزمون بدعم الرئيس المنتخب باعتباره رئيسًا لكل الإيرانيين، مشدّدًا على أنّ المصلحة الوطنية تقتضي تجاوز الخلافات السياسية الضيقة.
ونوّه الكاتب إلى أنّ خامنئي – من موقعه المطلع على الأوضاع الداخلية والخارجية – نبّه بعض النواب والسياسيين الذين يستخدمون لغة هجومية أو ينشرون رسائل مثيرة للانقسام في الفضاء الافتراضي، معتبرًا أنّ هذه التصرّفات تُضعفُ وحدة المجتمع وتؤثّر سلبًا على مسار المفاوضات مع أوروبا والولايات المتحدة.
وختم غرویان بأنّ الحفاظ على الانسجام بين مؤسّسات الدولة ودعم الرئيس المنتخب يشكّل عنصرًا أساسيًا في مواجهة التهديدات الخارجية والدفاع عن المصالح الوطنية العليا للبلاد.


