استهداف العقول: تسعة علماء نوويين إيرانيين في مرمى الاغتيال

أعلنت السلطات الإيرانية أن تسعة من العلماء المرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني تعرضوا للاغتيال في الهجوم الإسرائيلي الذي وقع فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو 2025، والذي استهدف مواقع سكنية وبحثية في طهران وعدد من المدن الأخرى.

وبحسب ما رشح من مسيرتهم الشخصية المُستعرضة في هذه القطعة، فإن هؤالء العملاء المستهدفين يحظون بسجل بارز في تطوير البنية الفنية والعلمية للبرنامج النووي الإيراني.

فريدون عباسي

أستاذ جامعي وعالم نووي، تولّى رئاسة منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بين عامي 2011 و2013، وشارك في تطوير البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني. نجا من محاولة اغتيال في عام 2010 ضمن سلسلة استهدافات طالت علماء في هذا المجال، واستمر لاحقًا في نشاطه العلمي والسياسي، حيث شغل عضوية البرلمان. حاصل على درجة الدكتوراه في فيزياء الإشعاع، وساهم في تأسيس برامج لفصل النظائر وإنتاج النظائر الطبية. استهدفته إسرائيل في منزله بطهران خلال الضربة الأولى من الهجوم.

محمد مهدي طهرانتشي

فيزيائي نووي ورئيس جامعة “آزاد” الإسلامية، شارك في عدد من المشاريع النووية، من بينها مشروع “أماد”، وعُرف بإسهاماته في مجالات فيزياء الجسيمات والطاقة. شغل منصب أستاذ الفيزياء النظرية في جامعة “شهيد بهشتي”، ونشر مقالات علمية في مجلات دولية، كما تولّى سابقًا منصب نائب رئيس الجامعة لشؤون الأبحاث. كان يشرف على فرق بحثية متخصصة في مجالات الطاقة والتقنيات الحديثة، وأسهم بحسب التقارير الرسمية في تطوير التعليم الجامعي في إيران. طالته عملية الاغتيال الإسرائيلية في شقته بالعاصمة طهران.

عبد الحميد منوشهر

عضو هيئة تدريس في جامعة الشهيد بهشتي، ورئيس تحرير مجلة “التكنولوجيا النووية والطاقة” الفصلية. نُشرت له أربعة أوراق بحثية قُدّمت في مؤتمرات علمية، إلى جانب ستة مقالات علمية في مجلات محلية. تعاون على مدى أحد عشر عامًا مع زميله أحمد رضا ذو الفقاري في أبحاث تناولت تغليف الوقود النووي، والاختبارات غير التدميرية، والتيارات الدوامية، باستخدام برنامج المحاكاة CST Studio Suite.  تعرّض منزله للقصف نتيجة الهجوم الإسرائيلي، ما أدى إلى مقتله.

أحمد رضا ذو الفقاري

أكاديمي في جامعة “الشهيد بهشتي” وعضو في هيئة التدريس، يشغل منصب رئيس تحرير مجلة “التكنولوجيا النووية والطاقة”. شارك في مؤتمرات علمية داخلية، ونُشرت له مقالات محكمة في مجلات محلية ودولية، تناولت موضوعات تتعلق بسلوك المواد النووية واختبارات الأمان. استُهدف منزله صباح اليوم الثاني للهجمات الإسرائيلية على إيران، ما أدى إلى مقتله.

أمير حسين فقيه

عضو هيئة تدريس في جامعة “الشهيد بهشتي”، ورئيس معهد أبحاث العلوم والتكنولوجيا النووية التابع لها. أشرف على مشاريع بحثية تناولت تصميم أنظمة الطاقة النووية وتقييم مستوى أمان المفاعلات. قُتل في منزله صباح اليوم التالي للهجمات الإسرائيلية على إيران.

أكبر مطلبي زاده

متخصص في الهندسة الكيميائية النووية، يُعد الدكتور أكبر مطلبي زاده من بين العلماء المشاركين في مشاريع إنتاج الوقود النووي ومشتقاته. ارتبط اسمه بتطوير نماذج تجريبية ضمن منشآت أبحاث الوقود، وساهم في أعمال تطبيقية في هذا المجال. طالته عملية الاغتيال الإسرائيلية في منزله صباح السبت.

علي بكايي كريمي

الدكتور علي بكايي كريمي باحث في مجال الميكانيكا النووية التطبيقية، شارك في مشاريع تتعلق بتصميم وحدات الطرد المركزي وتحليل إجهادات الأنظمة النووية. كما عمل مستشارًا علميًا في وزارة العلوم ضمن برامج متخصصة بالطاقة المتقدمة. قُتل في الهجوم الذي استهدف مقر إقامته.

منصور عسكري

المهندس منصور عسكري متخصص في تقنيات الطرد المركزي، وتولى موقعًا تنفيذيًا في أحد المشاريع التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية. ورد اسمه في تقارير دولية تناولت تطوير أجهزة الطرد المركزي من الجيل الرابع، كما واصل نشاطه الأكاديمي في مجالات السلامة النووية. قُتل في إحدى الضربات الجوية التي استهدفت منشأة قرب العاصمة طهران.

سعيد برجي

الدكتور سعيد برجي باحث في مجال المواد النووية، وعضو في فريق هندسي عمل على تطوير أنظمة تبريد الوقود النووي وتحسين مقاومة الحاويات النووية للضغط الحراري. درّس في عدد من الجامعات داخل إيران، وشارك في فرق متخصصة بالأمان النووي. استُهدف في منزله بطهران خلال الهجوم وقُتل.

تشير العملية، بحسب المعلن، إلى استهداف دقيق لنواة علمية وبحثية فاعلة في البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني، ما يطرح تساؤلات حول الأثر الفني والاستراتيجي المترتب على هذا النوع من الضربات في المدى القريب والمتوسط.

مع “إيران… ٤٦ عامًا على المحك”. اضغط هنا لمتابعة تغطية “الجادة” لمجريات الحرب الإسرائيلية- الإيرانية