مانشيت إيران: انقطاع الكهرباء يهدد الصناعة في إيران
ماذا الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخليًا وخارجيًا؟

“آرمان ملى” الإصلاحية: انتفاضة المتشددين للسيطرة على الهيئة الرئاسية للبرلمان

“سياست روز” الأصولية عن خامنئي تعليقًا على تصريحات ترامب: لقد كذب ترامب

“آسيا” الاقتصادية: انقطاع الكهرباء عن الصناعات يحدث خللًا في سلاسل التأمين

“مردم سالارى” الإصلاحية: حاملة الطائرات ترومن تتراجع

“عصر ايرانيان” الأصولية عن ترامب: قصة النهب والإذلال… والاستغلال مستمر
أبرز التحليلات الواردة في الصحف الإيرانية لليوم الأحد 18 أيار/ مايو 2025
أكد رئيس لجنة الصناعات والمعادن في البرلمان الإيراني رضا علي زاده أنّ انقطاع الكهرباء عن المصانع بات يشكّل أحد أخطر التهديدات للاقتصاد الإيراني، لأنّ ذلك يؤدي إلى خروج خطوط الإنتاج من الخدمة، وإعادة تشغيلها يتطلّب وقتًا وجهدًا كبيرًا.
وفي مقال له في صحيفة “جام جم” الصادرة عن هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، أضاف الكاتب أنّ مشكلة انقطاع الكهرباء تعود إلى خلل مزمن في التوازن بين إنتاج واستهلاك الطاقة، سببه سوء إدارة الحكومات السابقة، التي لم تستثمر بشكل كافٍ في توسيع قدرات إنتاج الكهرباء.
وتابع علي زاده أنّ أول ما تقوم به السلطات عند حدوث نقص في الكهرباء هو فصل التيار عن القطاع الصناعي، مما يؤدي إلى خسائر فادحة تشمل توقف الإنتاج، تقليص فرص العمل، تراجع الصادرات، فقدان الأسواق الخارجية وتفاقم العجز في الموازنة.
وأشار الكاتب إلى وعود الحكومة بعدم شمول المصانع بقطع الكهرباء لم تتحقق، داعيًا إلى تحديث معدّات المصانع لخفض استهلاك الطاقة، والعمل على إصلاح ثقافة الاستهلاك لدى المواطنين.
وختم الكاتب بأنّ استمرار هذه الأزمة يعوّق تحقيق شعار العام القائم على “الاستثمار من أجل الإنتاج”، ويهدّد بإغلاق أبواب المصانع في وقت تعاني فيه البلاد من أزمات اقتصادية متعددة.

في سياق أخر، أوضح الكاتب الإيراني جعفر بلوري أنّ بعض النخب السياسية والفكرية في إيران تنظر إلى ابتزاز الرئيس الأميركي دونالد ترامب للدول الخليجية ليس باعتباره استغلالًا وقحًا، بل كـ”عقلانية سياسية” تصلح أن تكون نموذجًا للتنمية في إيران، رغم أن ترامب نفسه وصف تلك الدول بـ”الأبقار الحلوب”.
وفي مقاله بصحيفة “کیهان” الأصولية، أضاف الكاتب أنّ هذا الإعجاب الأعمى ببعض الدول العربية التي تُضخ أموالها في خزائن الغرب مقابل حماية مؤقتة أو مظهر زائف من التقدم، ناتج عن فهم مقلوب للواقع، يتم فيه تسويق ما أسماه بـ”التنمية الفانتازية” كنجاح يستحق التقليد، بينما الحقيقة أنّ هذه الدول تفتقر لأبسط مقومات التنمية المستدامة مثل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، على حد تعبيره.
واستطرد الكاتب أن الظاهرة النفسية المعروفة بـ”تفكير الجماعة” أو Groupthink تفسّر هذا الانحياز غير العقلاني لبعض المثقفين الليبراليين في الداخل، حيث يتجنب هؤلاء انتقاد الغرب حفاظًا على انسجام أيديولوجي داخلي، حتى وإن كان ذلك على حساب مصالح وطنهم.
ولفت بلوري إلى أن هذه الشريحة تتجاهل وقائع ميدانية صارخة، مثل تصريح ترامب بأنه حصل على أضعاف ما أنفقه في غزة من أموال ثلاث دول خليجية، أو سخرية ترامب العلنية من حلفائه في الخليج، فقط لأنهم لا يريدون رؤية “خدش” في صورة الغرب.
ونوه الكاتب إلى أن أمثلة مثل شراء لاعبين عالميين أو بناء أبراج شاهقة لا تعني تحقيق تنمية حقيقية، بل هي مجرد استعراضات بلا أساس مؤسسي أو مجتمعي، سرعان ما تنهار مع غياب الدعم الخارجي، وهو ما يجعل هذه النماذج محفوفة بالهشاشة.
وخلص الكاتب بالتأكيد على أن الطريق نحو التنمية الحقيقية لا يمر عبر استنساخ نماذج استبدادية عمادها الريع النفطي والتحالف مع قوى كبرى، بل من خلال بناء مؤسسات ديمقراطية شفافة، وتحقيق العدالة والمشاركة الشعبية، مشددًا على ضرورة إصلاح طريقة التفكير قبل الحديث عن أي نموذج تنموي.

في ذات الإطار، رأى الكاتب الإيراني رضا دوست أن سفر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط يجب ألا يكون مدعاةً للغَيرة أو الحسرة على ما أنفقته الدول الخليجية من أموال طائلة، بل ينبغي تأمل حقيقة ما جرى بعمق، بعيدًا عن الصور المنمّقة.
واعتبر الكاتب في مقال له في صحيفة “ستاره صبح” الإصلاحية أن تقديم تريليونات الدولارات لترامب لم يكن استثمارًا حقيقيًا بقدر ما كان محاولة لتثبيت الأنظمة الحاكمة وحماية كيانها في مواجهة تهديدات محتملة، معتبرًا أن هذه الأموال لو كانت ناتجة عن العلم والعمل وليس النفط، لما تم التبرّع بها بهذه السهولة.
و لفت دوست إلى أن التبرعات الخليجية، رغم ضخامتها، لم تُغير شيئًا من واقع الولايات المتحدة الاقتصادي، حيث تجاوزت ديونها 36 تريليون دولار، وعدد العاطلين فيها أكثر من 7 ملايين، فيما لم توفر الاتفاقيات الأخيرة سوى 170 ألف فرصة عمل فقط.
ونوه الكاتب إلى أن ترامب لم يكتفِ بأخذ الأموال، بل أهان أيضًا حلفاءه، مشيرًا إلى مزاحه المهين مع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، الذي تابعه الملايين عبر التلفزيون، معلقًا بسخرية على “فرح بعض المواطنين الإيرانيين” متمنين لو أن إيران هي التي اشترت رضا ترامب، واصفًا هذه الأمنية بـ”الخطر الكبير” على مستقبل البلاد.
رضا دوست ذكر أن جوهر الحكم في الولايات المتحدة لا يرتكز على مصالح الشعب، بل تحكمه رأس المال والشركات الكبرى، وهو ما يجعل من شخصيات مثل إيلان ماسك يتصرفون بتعجرف يشبه الطغاة التاريخيين، وسط صمت مدّعِي الديمقراطية.
وشدد على ضرورة رؤية الواقع كما هو، لا كما يتم تجميله أو تمنّيه، محذرًا من الوقوع في فخ مقارنة ساذجة بين “الدولارات الخليجية” و”الأوضاع المحلية” دون فهم البنية العميقة لمعادلات “الهيمنة والإذلال”، على حد قوله.


