الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة6 مايو 2025 09:12
للمشاركة:

السلطات الإيرانية تنذر صحيفة إصلاحية بسبب عنوان عن تأثير قصف اليمن لإسرائيل على المفاوضات 

أحالت هيئة الرقابة على الصحافة في إيران صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية إلى القضاء بسبب مانشيت جاء فيه: "تأثير إطلاق الصواريخ اليمنية على المفاوضات"، فما قصة التحرّك الرسمي ضد الصحيفة؟

كتب الصحافي الإيراني البارز أحمد زيد آبادي صحفي إيراني مقالًا في صحيفة “هم ميهن” الإصلاحية  تحت عنوان: “تأثير إطلاق الصواريخ اليمنية على المفاوضات”، ووضعت الصحيفة هذا العنوان مانشيتًا رئيسيًا لعددها الصادر الأثنين 5 مايو/ أيار 2025، ومما جاء فيه:

“لقد أدى إطلاق الحوثيين صاروخًا باليستيًا على مطار بن غوريون قرب تل أبيب من اليمن إلى تفاقم التوتّر في الشرق الأوسط. ورغم القصف المتواصل للمصالح العسكرية والبنية التحتية ومنشآت الطاقة والخدمات التابعة للحوثيين في اليمن من قبل القاذفات الأميركية، يواصل الحوثيون إطلاق الصواريخ على أهداف إسرائيلية وسفن أميركية في المنطقة.

حمّل غانتس، أحد زعماء المعارضة في الحكومة الإسرائيلية، إيران مسؤولية إطلاق الحوثيين اليمنيين صاروخًا وسقوطه بالقرب من مطار بن غوريون، ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى الاستيقاظ وقيادة رد قوي على إيران. ولكن حتى وقت كتابة هذا المقال، لم يتطرّق أعضاء حكومة نتنياهو إلى مسؤولية إيران في هذا الصدد، ولم يهدّد وزير دفاع نتنياهو بالانتقام من المسؤولين عن إطلاق الصواريخ. وما يجعل حادثة إطلاق الصواريخ قرب مطار بن غوريون حساسة هو تأثيرها على المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة.

وتوقّفت هذه المفاوضات بعد جولتين أو ثلاثة من التقدّم، ويبدو أنها باتت في مسارٍ صعب. تحاولُ الأوساط الإسرائيلية استغلال أي ذريعة لخلق مشاكل في مفاوضات طهران وواشنطن، والآن ترى في الضربة الصاروخية الحوثية على منطقة مطار بن غوريون فرصة جديدة.

إنّ الحوثيين في اليمن، الذين يُعتبرون جزءًا من الطائفة الشيعية الزيدية ويحكمون جزءًا كبيرًا من اليمن باختيارهم اسم أنصار الله لأنفسهم، لديهم إطارهم العقائدي الخاص.

عرفت الطائفة الزيدية – وخاصة في بداية تشكلها في القرن الثاني الهجري – طبيعتها السياسية بالانتفاضة المسلحة ضد الخلافة الأموية ثم العباسية.

حكم الزيديون لقرون عدة في المغرب العربي والمدن الشمالية من إيران، وخاصة ديلم، طبرستان، آمل، ساري وتشالوس. وتعود جذورهم في اليمن إلى أنشطة الزيديين في شمال إيران. وفي الواقع فإنّ الزيديين، مع معتقداتهم العقائدية والفقهية حافظوا على بعدهم عن الشيعة الإثني عشرية، وهم أقرب إلى السنّة في بعض المسائل العقائدية.

وبهذا الشكل، فإنّ تحميل إيران مسؤولية كل تصرفات الحوثيين في اليمن أمر بعيد كل البعد عن الواقع؛ رغم أنّ إسرائيل وبعض الدوائر الأميركية لا علاقة لها بالواقع لتحقيق أجنداتها”!

رد وزارة الثقافة في إيران

بحسب دائرة العلاقات العامة بوزارة الثقافة والإرشاد في الشؤون الإعلام والإعلان، فإنّ العنوان المقال لا يتوافق مع نص المقال ويعكس ويكرر الرواية الكاذبة والادعاء الإسرائيلي الذي لا أساس له من الصحة، وهو تذكير بالثنائية الزائفة بين الدبلوماسية والميدان، وإلقاء كرة وقف المفاوضات في الملعب الإيراني، على حد تعبير الوزارة.

وأضاف بيان دائرة العلاقات العامة: “بناء على ذلك، ونظرًا للمخالفة المرتكبة في اختيار العنوان المذكور، والمخالفة للتوصيات والاعتبارات ومصالح الأمن القومي، والرسالة الكاذبة والهدّامة التي يرسلها إلى الخارج إيران  في الظروف الحساسة الحالية، فإنّ هيئة الرقابة على الصحافة، وبعد دراسة الأمر عن كثب، أصدرت إنذارًا كتابيًا وأحالت القضية إلى جهة قضائية”.

ويطرح هذا التطوّر سؤالًا بناءً على أحداث سابقة مشابهة عما إذا سيؤدّي إلى إغلاق صحيفة إصلاحية في إيران في ظل حكومة مسعود بزشكيان.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: