مانشيت إيران: ما هي الإشارات الإيجابية من مفاوضات مسقط؟
ماذا الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخليًا وخارجيًا؟

“كيهان” الأصولية: يا سيد كيري! إيران ليست في الزاوية

“آرمان ملى” الإصلاحية: زيارة غروسي لطهران تحت ظلال المفاوضات

“جمهورى اسلامى” المعتدلة: مظاهرات طلابية في طهران ومدن أخرى دعمًا لغزة

“اقتصاد ملى” الاقتصادية: النساء على هامش سوق العمل

“عصر قانون” الأصولية عن رفض الأوامر في إسرائيل: قلب الموساد يحترق

“مردم سالارى” الإصلاحية: متطرّفو الداخل واللوبي الصهيوني ضد المفاوضات

“ثروت” الاقتصادية: إشارة إيجابية من المفاوضات للسوق والبورصة
أبرز التحليلات الواردة في الصحف الإيرانية لليوم الثلاثاء 15 آذار/ مارس 2025
رأى الكاتب الإيراني ساسان كريمي أنّ الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة التي جرت في مسقط تمخّض عنها تبادل أربع إشارات أساسية، عكست بداية مسار دبلوماسي حذر وواعد.
وفي مقال له في صحيفة “اعتماد” الإصلاحية، أضاف الكاتب أنّ الإشارة الأولى تمثّلت في حضور الطرفين إلى مسقط بلغة محترمة ونبرة مقبولة، مما يعكس جدية مبدئية في التفاوض، أما الإشارة الثانية فهي وجود إرادة سياسية لدى الجانبين للمضي في المسار الصحيح، وذلك رغم كل التوترات السابقة.
وتمثّلت الإشارة الثالثة وفق كريمي في اتفاق الطرفين على موضوع مشترك للحوار، وهو البرنامج النووي السلمي الإيراني، من دون تشتيت النقاش نحو قضايا جانبية، في حين أنّ الإشارة الرابعة هي غياب التصوّرات غير الواقعية، مثل تفكيك البرنامج النووي الإيراني، مما يعكس فهمًا أوضح للخطوط الحمراء لدى كل طرف.
وقال الكاتب إلى أن هذه الإشارات الأربع، رغم بساطتها، تشكّل حجر الأساس لأي تقدّم ممكن، مشيرًا إلى أنّ المباحثات لا تزال في مرحلتها التمهيدية السياسية، ولم تدخل بعد في الملفّات الفنية والحقوقية والمالية المعقّدة.
وبرأي كريمي فإنّ المسار المقبل لن يكون سهلًا، بل سيواجه تحدّيات عديدة، خصوصًا في ما يتعلّق بالتوصل إلى تفاهم بشأن القضايا التقنية، مثل نسبة التخصيب وعدد أجهزة الطرد المركزي، مقابل رفع فعلي وشامل للعقوبات عن إيران.

وفي السياق، أكد الخبير في الشؤون الدولية علي بيكدلي أن الوضع الاقتصادي الحالي في إيران يستدعي تركيزًا كاملًا على رفع العقوبات وفتح المجال أمام التفاعل الاقتصادي مع العالم، معتبرًا أنّ الظروف الاقتصادية المتدهورة والاختلالات البنيوية، خاصة في مجالَيْ الطاقة والمياه، تُحتّم على المسؤولين البحث الجاد عن حلول عبر مسار التفاوض.
وفي مقال له في صحيفة “آرمان ملى” الإصلاحية، أضاف الكاتب أنّ الجولة الثانية من المفاوضات بين طهران وواشنطن تحظى بأهمية بالغة، نظرًا لاحتمال دخولها في صلب القضايا الاقتصادية والملفّات الرئيسية، بخلاف الجولة الأولى التي لم تكن ذات طابع اقتصادي واضح.
وشدّد بيكدلي على أنّ هذه الجولة المقبلة تفتح الباب أمام تغييرات ملموسة إذا تمّت إدارتها بشكل جيّد في ظل الظروف الجديدة.
ولفت الكاتب إلى أنّ الظروف الحالية تختلف جذريًا عن مرحلة توقيع الاتفاق النووي في 2015، سواء من حيث الوضع الداخلي أو الإقليمي والدولي، مما يتطلّب مقاربة جديدة تضع المصالح الاقتصادية الإيرانية في المقام الأول.

على صعيد آخر، لاحظ الكاتب الإيراني محمد رضا بابايي أنّ الإمارات العربية المتحدة سلكت مسارًا مغايرًا في تعاطيها مع الأزمة السورية، حيث تبنّت منذ البداية موقفًا محافظًا تجاه أحداث ما بعد “الربيع العربي”، حيث رأت أنّ سقوط الأنظمة الاستبدادية يشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرارها الداخلي ومصالحها الإقليمية.
وفي مقال له في صحيفة “اعتماد” الإصلاحية، أضاف الكاتب أنّ الإمارات – وعلى عكس قطر التي دعمت المعارضة السورية المقرّبة من جماعة الإخوان المسلمين – كانت قلقة من صعود التيارات السلفية والإخوانية في المشهد السوري، مما دفعها إلى تبنّي سياسة الحذر والتريّث، قبل أن تُعيد النظر في موقفها مع تزايد نفوذ الجماعات المدعومة من الدوحة وأنقرة.
وتابع بابايي أن أبوظبي التي تمتلك طموحات جيوسياسية وجيواقتصادية كبيرة، حاولت في السنوات الأخيرة استغلال حالة الفراغ في المنطقة لتعزيز نفوذها عبر الاستثمار في الموانئ الاستراتيجية المطلّة على البحر المتوسط وباب المندب، إلا أنّ الوضع المعقّد في سوريا، وتعدّد الفاعلين المحلّيين والإقليميين والدوليين، جعل من الصعب على الإمارات تحقيق أهدافها على الأرض.
ونوّه الكاتب إلى أنّ الإمارات كانت من أوائل الدول التي دعمت التدخل الروسي في سوريا عام 2015، ونظرت إلى بقاء نظام الأسد كعامل توازن ضد تمدّد النفوذ القطري والتركي، بل وسعت لاحقًا إلى تطبيع العلاقات مع دمشق وأعادت فتح سفارتها هناك.
وختم بابايي بأنّ سوريا باتت مسرحًا لفصل جديد من التنافس الحاد بين الإمارات وقطر، خاصة في ظل تقاطع السياسات الإماراتية مع إسرائيل وتزايد المخاوف من توجهات الحكومة السورية الجديدة، وهو صراع سيتحدد مصيره في ضوء المتغيّرات السياسية والأمنية المقبلة.
