الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة14 أبريل 2025 22:43
للمشاركة:

ماذا دار بين أميركا وإيران في بيت وزير خارجية عُمان؟

أفادت صحيفة «طهران تايمز» الإيرانية الناطقة بالإنجليزية بأن لقاءً غير مباشر جمع ممثلين عن إيران والولايات المتحدة في سلطنة عُمان يوم السبت الماضي، وذلك في مقر إقامة وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي . وقد تولّى البوسعيدي دور الوسيط في تمرير الرسائل المكتوبة بين الجانبين خلال الاجتماع. شارك في الجلسة من الجانب الإيراني وزير الخارجية سيد عباس عراقجي، ومن الجانب الأميركي المبعوث الرئاسي الخاص ستيف ويتكوف . وتم خلال المباحثات تبادل أقل من عشر رسائل مكتوبة، وكانت البداية برسالة قدّمها عراقجي .

ووفقًا للتقرير، شدّد عراقجي في رسائله على أن إيران لا تشارك في هذه المحادثات من باب الاستعراض الإعلامي ولا تسعى إلى الدخول في «لعبة عض الأصابع» مع واشنطن، بل إن هدفها الأساسي هو اختبار جدية الجانب الأميركي واستكشاف إمكانية التوصل إلى اتفاق . كما أكّد أن إيران تريد اتفاقًا «رابح-رابح» لن تقدّم فيه أي تنازلات تمسّ برنامجها النووي، إذ إنها «لن توافق تحت أي ظرف على تفكيك هذا البرنامج» . ومع ذلك، أبدى استعدادًا لاتخاذ خطوات تضمن الطابع السلمي للأنشطة النووية الإيرانية، بما يشمل تقديم ضمانات لعدم عسكرتها والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) بأن تكون الجهة الخارجية الوحيدة المخوّلة الوصول إلى المنشآت النووية . في المقابل، تطالب طهران برفع العقوبات الأميركية عن عدة قطاعات، مع التعهّد بعدم إعادة فرضها مستقبلًا تحت أي ذريعة بعد إلغائها . واشترط عراقجي أيضًا التوصل إلى اتفاق إطار عام لمواصلة المباحثات، مشيرًا إلى أنه إذا رفضت واشنطن الصيغة التي اقترحتها إيران في هذه الجولة فعليها أن تقدّم بديلًا آخر للنظر فيه .

وكشفت المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة أن ويتكوف من جانبه أقرّ بحاجة واشنطن إلى تقديم تنازلات في هذه المرحلة . لكنه في المقابل لم يتطرّق إلى مسألة تفكيك البرنامج النووي الإيراني، ولم يُشِر إطلاقًا إلى الاتفاق النووي الأصلي (JCPOA) الذي كانت الولايات المتحدة قد انسحبت منه عام 2018 .

في سياق متصل، أوردت طهران تايمز أن الدول الأوروبية الثلاث الموقّعة على الاتفاق النووي (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) تسعى إلى عرقلة هذه المفاوضات لاعتقادها بضرورة إشراكها فيها . وترى هذه الدول أنه لا ينبغي تهميشها كونها الوحيدة القادرة على تفعيل آلية «سناب باك» لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة السابقة على إيران – وهي آلية من المقرر أن ينتهي مفعولها في منتصف أكتوبر المقبل . بناءً على ذلك، تحاول هذه الدول إدخال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خط المفاوضات بشكل غير مباشر لضمان قدرتها على التأثير في مسارها . وقد أبلغت إيران الجانب الأميركي خلال جلسة السبت أن مسؤولية منع تفعيل تلك الآلية تقع على عاتق واشنطن .

علاوةً على ذلك، يدرس الأوروبيون خطوات إضافية للضغط على طهران، من بينها السعي إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني رسميًا كـ«منظمة إرهابية» . وبحسب التقرير، يعمل الثلاثي الأوروبي على حشد التأييد لهذا المقترح بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قبل طرحه للتصويت في البرلمان الأوروبي . كما تخطّط الترويكا الأوروبية لشنّ حملات دعائية بهدف تأليب روسيا والصين على إيران، اعتقادًا منها بأن إثارة استياء هذين الحليفين الرئيسيين لطهران ستُصعِّب على الإيرانيين مهمة التوصل إلى اتفاق مع واشنطن .

ورغم أن لقاء مسقط غير المباشر أعطى دفعة جديدة للمسار الدبلوماسي بين طهران وواشنطن، فإن مستقبل هذه المحادثات لا يزال غير مضمون . ويعود ذلك بشكل رئيس إلى صعوبة إعادة بناء الثقة لدى الجانب الإيراني تجاه الولايات المتحدة، خاصةً بعد تخلي واشنطن عن الاتفاق النووي عام 2018 .

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: