الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة14 أبريل 2025 09:03
للمشاركة:

روانتشي يكشف تفاصيل الجولة الأولى من المفاوضات مع واشنطن

عقد اجتماع مغلق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني بحضور نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية مجيد تخت روانتشي، الذي قدم لأعضاء اللجنة تقريرًا مفصّلًا عن الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، والتي جرت السبت الماضي في العاصمة العمانية مسقط.

وقال المتحدث باسم اللجنة النائب إبراهيم رضائي إنّ روانتشي أوضح إنّ المفاوضات جرت بشكل غير مباشر داخل منزل وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، حيث تواجد الوفدان الإيراني والأميركي في غرفٍ منفصلة، وتولّت السلطات العمانية نقل الرسائل بين الجانبين.

وأشار روانتشي – بحسب ما نقله رضائي – إلى أنّ سلطنة عمان ستواصل لعب دور الوسيط في المباحثات التي تركز بشكل حصري على الملف النووي الإيراني من دون التطرّق إلى أي قضايا أخرى، حيث تم الاتفاق على عقد الجولة الثانية من هذه المحادثات في إحدى العواصم الأوروبية، من دون الكشف عن اسم المدينة.

وفي تقييمه لأجواء الجولة الأولى، وصف روانتشي المناخ العام للمفاوضات بأنه إيجابي، لكنه شدد في الوقت نفسه على أنه من المبكر إصدار حكم نهائي، “لأننا لم ندخل بعد في التفاصيل”، على حد تعبيره، مضيفًا أنّ المحادثات ركزت في هذه المرحلة على تحديد أسس التفاوض، وأنّ الوفد الإيراني شرح للوسيط العماني الأسباب التي تحول دون وجود الثقة الكافية بطرف واشنطن.

كما نقل رضائي عن روانتشي قوله إن الجانب الأميركي أعرب عن “جديّته” في العودة إلى طاولة التفاوض، مؤكدًا أنه “لا يسعى إلى الحرب” وأنه “مستعدٌّ لمعالجة مخاوف إيران”، بل ذهب المفاوض الأميركي،ك – بحسب رواية المسؤول الإيرانيي – إلى حد التعهّد بأنّ “الولايات المتحدة ستنفّذ كل ما يتم الاتفاق عليه”، لكنّ روانتشي أبدى حذرًا إزاء هذه الوعود، مؤكدًا أنّ إيران لا تزال غير واثقة من مدى جدية الجانب الأميركي، وأن “محاولة توضيح أسس المفاوضات” كانت الهدف الأساسي من الجولة الأولى.

ويأتي هذا التحرّك الدبلوماسي بعد أشهر من الجمود في المحادثات النووية، وسط تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، وتزايد الضغوط الاقتصادية على طهران. ويرى مراقبون أنّ استئناف هذه المفاوضات غير المباشرة – وإن كان بوساطة عمانية – قد يشير إلى نافذة جديدة للحوار بين الطرفين، لكن من غير الواضح بعد ما إذا كانت ستقود إلى نتائج ملموسة.

ومن المتوقّع أن تتابع لجنة الأمن القومي في البرلمان عن كثب مجريات هذه المفاوضات، خصوصًا في ظل تأكيد المسؤولين الإيرانيين المتكرر على ضرورة التزام الطرف الأميركي برفع العقوبات والعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، من دون شروط مسبقة أو مطالب إضافية.

وفي ختام الاجتماع، شدّد أعضاء اللجنة، بحسب ما أفاد به رضائي على أهمية الحفاظ على وحدة الموقف الوطني في هذه المرحلة الحساسة، داعين فريق التفاوض الإيراني إلى التمسك بالمصالح العليا للبلاد وعدم الانخداع بالتصريحات الأميركية “المطمئنة”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: