مانشيت إيران: ما الذي تخشاه طهران في التفاوض المباشر؟
ماذا الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخليًا وخارجيًا؟

“كيهان” الأصولية: التجربة أثبتت عدم التزام الولايات المتحدة بتعهّداتها

“آرمان ملى” الإصلاحية: سباق المفاوضات يبدأ من مسقط

“ابرار اقتصادى” الاقتصادية: التفاوض الحكيم لإيران

“سياست روز” الأصولية عن المفاوضات: فرصة لاختبار كذب الولايات المتحدة

“ستاره صبح” الإصلاحية: التفاوض المباشر
أبرز التحليلات الواردة في الصحف الإيرانية لليوم الاثنين 17 نيسان/ أبريل 2025
رأى الكاتب الإيراني غلام رضا صادقيان أنّ بدء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة في سلطنة عمان يثير جدلًا واسعًا عن كيفية تحقًق الأسلوب غير المباشر أكثر من مضمون الخطوة نفسها.
وفي افتتاحية صحيفة “جوان” الأصولية، أضاف الكاتب أنّ تجنّب طهران للمفاوضات المباشرة كان سببه تقليديًا رفض إعطاء شرعية كاملة للطرف الأميركي، لكنّ تصريحات عراقتشي كشفت سببًا جديدًا يتعلّق بخشية طهران من تعامل غير محترم أو متعجرف من قبل واشنطن، بعد سلوك الرئيس الأميركي دونالد ترامب في لقاءاته السابقة، مما قد يُفشل الحوار منذ بدايته.
وتابع صادقيان أنّ على الإيرانيين والقوى السياسية أن يتعاملوا مع هذه الخطوة بدعم وتأييد، سواء نجحت أو فشلت، مشيرًا إلى أنّ رفض البعض للخطوة بدعوى “عدم جدواها” يعكس تحزّبات ضيقة، سواء من بعض الأصوليين المتشددين أو من بعض الإصلاحيين المتسرّعين في النقد.
وبرأي الكاتب فإنّ قبول إيران بالتفاوض يُظهر قوّتها، حتى وإن اضطرّت لاحقًا لوقف الحوار بسبب تعنّت أميركي، وهو ما لا تدركه الأطراف المتحزبة، المنشغلة بالمزايدات السياسية لا بالمصلحة الوطنية، على حد تعبيره.
وأوضح صادقيان إنه من المحتمل أن تبدأ إيران بتقديم تنازل تقني في ملف التخصيب من دون أن يُعدَّ ذلك تراجعًا، مقابل رفع العقوبات والامتناع الأميركي عن دعم المعارضة، محذّرًا من تعقيدات التفاوض، خاصة مع سلوك واشنطن السابق.
وختم الكاتب بالدعوة إلى إيجاد صيغة تفاهم اقتصادي، حيث يمكن للشركات الأميركية الاستفادة من الاستثمار في إيران إذا رُفعت العقوبات، مؤكدًا أنّ الجانب الفنّي للمفاوضات – كآلية الترجمة والنقل – يجب أن يكون دقيقًا لتجنّب أي التباس، داعيًا للصبر والتفاؤل رغم غياب مؤشّرات واضحة على النجاح.

في ذات السياق، اعتبرت صحيفة “ستاره صبح” الإصلاحية أنّ النقاش عن المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع الولايات المتحدة مستمرٌّ منذ سنوات، لكن اليوم بعتقد الخبراء والوزراء والبرلمانيون والرؤساء السابقون بأنّ المفاوضات المباشرة أقل تكلفة وأكثر جدوى، حيث أثبتت المفاوضات غير المباشرة فشلها.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها أنّ إضاعة الوقت والفرص مهّدت الطريق لعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو الآن، إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يملك سيناريوهات جاهزة ضد إيران.
وبحسب “ستاره صبح”، فإنّ القصف العنيف لمواقع الحوثيين في اليمن فيه رسالة واضح من ترامب لإيران، وهي إما الاتفاق أو القصف.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ الظروف الحالية تفرض على طهران خفض أنشطتها النووية والالتزام بنسبة تخصيب 3.67%، مؤكدةً أنّ القبول بالتفاوض أفضل من الدخول في مواجهة عسكرية.
وذكرت “ستاره صبح” إنّ اللقاء المرتقب سيكون بين عراقتشي ومبعوث الولايات المتحدة الخاص لشؤون الشرق الأوسط ستيف ویتكوف، وهو شخصية معتدلة تؤمن بالحوار والمصالحة مع إيران بدلًا من الحرب.
وذكّرت الصحيفة بأنه في عهد حكومة الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، كان الرئيس الأميركي مستعدًّا للقاء مباشر، أما اليوم، فممثّل خاص هو من يتولى المفاوضات بدلًا من وزير الخارجية الأميركي، مما يعكس تغيّرًا في مستوى التواصل.
وختمت الصحيفة بأنّ مجرّد إعلان نبأ التفاوض أثّر مباشرة على الأسواق، حيث شهدت أسعار الدولار والذهب انخفاضًا ملحوظًا، مما يدلّ على حساسية الداخل الإيراني لأي تقدّمٍ في هذا الملف.

بدوره شدّد الكاتب الإيراني محمد صفري على أنّ المفاوضات المقرّرة بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عُمان تثير تساؤلات عن مدى جدواها وتأثيرها على الاقتصاد الإيراني، منوّهًا إلى أنّ انعكاس أخبار هذه المفاوضات على سوق الصرف (انخفاض قيمة الدولار) يُثبت أنّ الاقتصاد الإيراني أصبح “اقتصادًا شرطيًا” يرتبط مصيره بالقرارات السياسية.
وفي مقال له في افتتاحية صحيفة “سياست روز” الأصولية، أضاف الكاتب أنّ العديد من الخبراء يعتبرون أنّ المشاكل الاقتصادية في إيران ذات أسباب داخلية في المقام الأول، لكنها تُربط دائمًا بالعقوبات الأميركية.
وتساءل صفري عن سبب إصرار بعض السياسيين والاقتصاديين على أنّ التفاوض مع واشنطن هو الحل الوحيد، رغم التجارب السابقة الفاشلة.
ولاحظ صفري بأنّ حكومة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي نجحت نسبيًا في عزل الاقتصاد عن التقلّبات السياسية، لكن الوضع الحالي يعيد الربط بين المسارين، محذّرًا من أنّ فشل المفاوضات قد يؤدي إلى صدمة اقتصادية، خاصة أن السوق أصبح مرتبطًا بتوقّعات السياسية.
وختم الكاتب بالتأكيد على ضرورة دراسة نموذج ليبيا (اتفاق القذافي مع الولايات المتحدة) كتحذير، معتبرًا أن التوصّل لاتفاق لا يضمن حل الأزمات الاقتصادية طالما استمرّت الهيكلية الاقتصادية الداخلية على حالها.
