مانشيت إيران: هل حمل أمير قطر رسالة أميركية للإيرانيين؟
ماذا الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخليًا وخارجيًا؟

“اعتماد” الإصلاحية: مهمة أمير قطر في طهران

“آگاه” الأصولية عن خامنئي خلال لقاء أمير قطر: لا اختلاف بين الرؤساء الأميركيين

“اقتصاد سرآمد” الاقتصادية: زيادة النقل المشترك عبر بحر قزوين

“ابرار” الإصلاحية: نحن والصفقة الكبيرة بين الولايات المتحدة وروسيا

“كيهان” الأصولية عن خامنئي: لو كنّا مكان قطر لتجاهلنا ضغوط واشنطن

“افكار” الإصلاحية عن بزشكيان: لقطر مكانة خاصة بالنسبة لإيران
أبرز التحليلات الواردة في الصحف الإيرانية لليوم الخميس 20 شباط/ فبراير 2025
رأت صحيفة “اعتماد” الإصلاحية أنّ زيارة أمير قطر تميم آل ثاني إلى طهران تأتي في سياق الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى الحفاظ على توازن القوى في المنطقة وتعزيز دور الدوحة كوسيط رئيسي في القضايا الإقليمية.
وأضات الصحيفة أنّ الزيارة تحمل أبعادًا رئيسية عدة تتعلّق بالعلاقات الثنائية، الوساطة الإقليمية والتطوّرات الجيوسياسية.
ونقلت “اعتماد” عن الخبير في الشؤون السياسية اريا محمدي أنّ أحد الأهداف الأساسية للزيارة هو تعزيز العلاقات الاقتصادية بين إيران وقطر، خاصة في ظل العقوبات المفروضة على طهران، حيث تسعى الدوحة للاستفادة من الفرص الاقتصادية الإيرانية في مرحلة ما بعد العقوبات.
وأشار محمدي إلى أنّ قطر لا تكتفي بدور الوسيط فقط، بل تسعى أيضًا لضمان عدم اختلال توازن القوى في المنطقة لصالح السعودية، خاصة بعد تجربة الحصار الذي فرض عليها عام 2017.
من جهته اعتبر المحلّل السياسي الإيراني نصرت الله تاجيك أنّ قطر تمتلك قدرة أكبر من السعودية على لعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن، نظرًا لدورها البارز في وقف إطلاق النار في غزة وعلاقاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة.
وفي مقابلةٍ له مع نفس صحيفة “اعتماد”، أضاف تاجيك أنّ الهدف من الزيارة قد يكون مرتبطًا بنقل رسائل دبلوماسية أو بحث تطوّرات الأوضاع في المنطقة، خصوصًا مع تصاعد التوتر بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.
وتابعت الصحيفة أنّ هناك كلامًا عن مسعى لقطر لترسيخ مكانتها كلاعب رئيسي في السياسة الإقليمية، وسط محاولات السعودية لتوسيع نفوذها الدبلوماسي، لافتةً إلى أنه رغم التكهنات عن دور قطر كوسيط بين إيران والولايات المتحدة، إلا أنّ المسؤولين الإيرانيين لم يؤكدوا أنّ الزيارة كانت بهدف نقل رسائل سياسية، مما يعزز احتمالية أنها تتعلّق بتفاهمات أوسع حول الأوضاع الإقليمية والدولية.

في ذات السياق، أكد الكاتب الإيراني قاسم غفوري أنّ زيارة أمير قطر إلى طهران تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أنّ إيران لطالما أكدت على مبدأ حسن الجوار واعتبرت التعاون الإقليمي السبيل الأمثل لحل مشكلات المنطقة.
وفي مقال له في صحيفة “سياست روز” الأصولية، أضاف الكاتب أن طهران والدوحة عملتا على تطوير العلاقات من دون قيود، مستفيدتين من المصالح المشتركة، مثل الحقول الغازية المشتركة والجوار البحري في الخليج.
ووفق غفوري فإنّ السياسة الخارجية الإيرانية – لا سيما منذ تولي حكومة إبراهيم رئيسي واستمرار نهج وزير الخارجية الراحل حسين أمير عبد اللهيان – تركّزت على تعزيز العلاقات مع الجوار، مما ساهم في إحباط محاولات عزل إيران إقليميًا وتوسيع التعاون الاقتصادي البحري، على حد تعبيره.
وقال الكاتب إنّ بعض الأوساط الإعلامية والسياسية تسعى إلى تصوير زيارة أمير قطر على أنها ترتبط بوساطة بين طهران وواشنطن، إلا أن إيران تنفي ذلك تمامًا، حيث تؤكد أن لا مفاوضات مطروحة مع الولايات المتحدة، مشددة على أنّ حل القضايا الإقليمية يجب أن يكون ذاتيًا من دون تدخل خارجي.
وأوضح غفوري إنّ التطوَرات الإقليمية المتسارعة – مثل العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة والضفة الغربية وسوريا – إضافة إلى محاولات واشنطن لإعادة رسم خريطة التحالفات – تفرض تعزيز التعاون بين طهران والدوحة، حيث أنّ إيران ترى في هذا التقارب وسيلة لدعم فلسطين وتعزيز الأمن الإقليمي بعيدًا عن التدخّلات الخارجية.

من جهته لاحظ السفير الإيراني السابق في قطر عبد الله سهرابي أنّ زيارة أمير قطر إلى إيران تأتي في ظرف حساس تمر به منطقة غرب آسيا والخليج، حيث تتزامن مع تصاعد النقاش عن المفاوضات بين إيران والغرب، إلى جانب التطوّرات المتعلّقة بتبادل الأسرى في غزة وانسحاب إسرائيل جنوب لبنان.
وفي مقال له في صحيفة “جام جم” الصادرة عن التلفزيون الإيراني، أضاف الكاتب أنّ هذه الزيارة تعكس عمق العلاقات بين طهران والدوحة، والتي تعززت بشكل ملحوظ بعد الدعم الإيراني لقطر خلال فترة الحصار الخليجي، مستركًا بأنه رغم قوة الاقتصاد القطري، إلا أنّ مستوى التعاون التجاري بين البلدين لا يزال دون المتوقع، حيث لا يتجاوز 150 مليون دولار.
وتابع سهرابي أنّ تنمية العلاقات مع قطر تأتي ضمن رؤية أوسع في السياسة الخارجية الإيرانية، إذ تتمتع إيران بجوار جغرافي مع 15 دولة، مما يفتح أمامها إمكانيات اقتصادية وسياحية واسعة، كما أنّ الحجم الإجمالي للتبادل الاقتصادي بين دول الجوار يصل إلى 2000 مليار دولار، بينما لا يتجاوز نصيب إيران 20 مليار دولار، وهو ما يجعل قطر شريكًا محتملًا لتعزيز هذا الحضور الاقتصادي في المنطقة.
وبحسب سهرابي فإنّ الملف الفلسطيني – خاصة مفاوضات التهدئة في غزة التي تلعب فيها قطر ومصر دورًا محوريًا – سيكون من أبرز القضايا المطروحة في المحادثات بين الجانبين.
وختم الدبلوماسي الإيراني السابق بأنّ زيارة أمير قطر في هذه المرحلة تمثّل فرصة لإظهار صلابة الشعب الإيراني وقدرته على مقاومة الضغوط الغربية، كما تثبت من جديد أن سياسة عزل إيران ليست سوى وهم في حسابات الغرب الخاطئة.
