الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة11 فبراير 2025 15:01
للمشاركة:

الريال الإيراني يواصل التراجع مع العقوبات وشائعات تغيير قيادة البنك المركزي

شهد الريال الإيراني تراجعًا حادًا في قيمته مقابل الدولار الأميركي، حيث وصل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق في السوق غير الرسمية، مسجلًا نحو 900000 ريال لكل دولار في السوق السوداء.

ويُعزى هذا الانخفاض إلى تصاعد التوتّرات مع الولايات المتحدة، خاصة بعد إعادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفعيل حملة “الضغط الأقصى” على طهران.

تصريحات خامنئي عن المفاوضات

في 7 شباط/ فبراير 2025، أدلى القائد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بتصريحات حاسمة بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة، مذكّرًا بأنّ التجارب السابقة أثبتت أنّ هذا التفاوض ليس ذكيًا أو حكيمًا أو مشرفًا، حيث أنّ هذه المفاوضات لم تحل مشاكل البلاد.

وأضاف خامنئي: “إذا هدّدونا، فسوف نهدّدهم، وإذا نفّذوا وعيدهم، فسننفّذ وعيدنا. وإذا مسّوا بأمن أمّتنا، فسنمسّ بأمنهم بلا تردّد”.

تأتي هذه التصريحات بعد أن أعرب ترامب عن اهتمامه بإبرام “اتفاق سلام نووي موثوق” مع إيران، وذلك بعد إعادة فرضه للعقوبات التي أثّرت بشدّة على الاقتصاد الإيراني، وكان ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، مما أدى إلى تصاعد التوترات مع إيران.

ومنذ إعادة فرض العقوبات الأميركية في عام 2018، خسر الريال أكثر من 90% من قيمته. ودفع هذا التدهور الاقتصادي الإيرانيين إلى البحث عن ملاذات آمنة لمدّخراتهم، مثل شراء العملات الأجنبية، الذهب والعملات المشفّرة.

شائعات عن تغيير رئيس البنك المركزي

وسط هذه الأزمة الاقتصادية، انتشرت شائعات عن تغيير محتمل في قيادة البنك المركزي الإيراني، إلا أنّ التقارير الرسمية أكدت استمرار محمد رضا فرزين في منصبه، الذي تم تعيينه في كانون الثاني/ ديسمبر 2022، وأعيد تثبيت التعيين بموجب مرسوم من الرئيس مسعود بزشكيان في تشرين الأول/ أكتوبر 2024. وعلى الرغم من التحديات، نجح فرزين في خفض معدّل التضخم السنوي إلى أقل من 40%.

كما خرج أمين هيئة الحكومة سيد كامل تقوي‌نژاد بتصريح رسمي ينفي تعيينه رئيسًا للبنك المركزي، وقال: “مكتب هيئة الحكومة يلعب دورًا حسّاسًا في تنظيم القضايا التنفيذية الكبرى للدولة، وهو أولويتي الأساسية. تُعدُّ اللجان التسع التابعة لهذا المكتب منصة لصنع القرارات والسياسات العامة للإدارات الحكومية، ويجب التركيز على تحسين عمليّاتها في ظل الظروف الراهنة.

ضغوط مستمرّة وتحديات اقتصادية

يواصل الاقتصاد الإيراني مواجهة ضغوط شديدة بفعل العقوبات والقيود الخارجية، مما يضع صناع القرار في طهران أمام تحديات كبيرة للحفاظ على استقرار العملة والأسواق المالية. ومع استمرار العقوبات الأميركية وعدم وجود مؤشّرات على رفعها، يبدو أنّ الريال سيظلّ تحت ضغط شديد في المستقبل القريب.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: