الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة2 فبراير 2025 16:57
للمشاركة:

هل تتجه إسرائيل لبناء مواقع استيطانية في سوريا؟

قالت صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية إنه عندما اجتاح الجيش الإسرائيلي سلسلة من القرى السورية في شهر كانون الثاني/ ديسمبر، أكد الجنود للسكان المحليين أن الوجود الجديد سيكون مؤقّتًا، وأنّ الهدف منه يقتصر على الاستيلاء على الأسلحة وتأمين المنطقة بعد انهيار نظام الرئيس بشار الأسد.

لكن مركبات نقل التربة التي تلت ذلك تدلّ على النية لوجود أكثر استدامة، على حد تعبير الصحيفة، التي نقلت عن رئيس بلدية جباتا الخشب محمد مريود قوله: “إنهم يبنون قواعد عسكرية. كيف يكون ذلك مؤقّتًا”؟

ولاحظت “الواشنطن بوست” أنّ صور الأقمار الصناعية التي قامت بفحصها تُظهر أكثر من ستة مبان ومركبات في القاعدة الإسرائيلية المسوّرة، مع بناء مماثل تقريبًا على بعد خمسة أميال إلى الجنوب، حيث ترتبط هذه المباني بطرق ترابية جديدة تصلها بالأراضي في مرتفعات الجولان التي احتلّتها إسرائيل في حرب عام 1967، كما يمكن رؤية منطقة من الأرض التي تم تطهيرها، والتي يقول الخبراء إنها تبدو بداية لقاعدة ثالثة، على بعد أميال قليلة جنوبًا.

وذكّرت الصحيفة بأنه بعد ساعات من انهيار قبضة الأسد على بلاده في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، اخترقت الدبابات والقوات الإسرائيلية “خط ألفا” الذي ميّز حدود وقف إطلاق النار على مدى نصف القرن الماضي وانتقلت إلى منطقة عازلة تحرسها الأمم المتحدة داخل الأراضي السورية، وذهب في الأماكن إلى أبعد من ذلك.

وبحسب “الواشنطن بوست”، تتحرّك القوات الإسرائيلية الآن ذهابًا وإيابًا في المنطقة العازلة التي تبلغ مساحتها 90 ميلًا مربعًا، والتي من المفترض أن تكون منزوعة السلاح وفقًا لاتفاقية وقف إطلاق النار لعام 1974 بين إسرائيل وسوريا، في حين أعلنت إسرائيل إنها تعتبر هذا الاتفاق باطلًا بعد انهيار نظام الأسد.

وقال محلل لصور الأقمار الصناعية يُدعى ويليام جودهيند إنّ موقعَيْ البناء الجديدين، الواقعين داخل ما كان حتى وقت قريب من الأراضي الخاضعة للسيطرة السورية، يبدوان بمثابة قواعد مراقبة أمامية، تشبه في هيكلها وأسلوبها تلك الموجودة في الجزء الذي تسيطر عليه إسرائيل من مرتفعات الجولان على أرض متنازع عليها. أما القاعدة الموجودة في جباتا الخشب فهي أكثر تطوّرًا، في حين يبدو أنّ القاعدة الواقعة في الجنوب قيد الإنشاء.

جودهيند أنّ القاعدة الأولى ستوفّر رؤية أفضل للقوات الإسرائيلية، في حين تتمتع القاعدة الثانية بوصول أفضل إلى شبكة الطرق في المنطقة، وكذلك القاعدة الثالثة إذا تم بناؤها على منطقة الأراضي التي تم تطهيرها في أقصى الجنوب.

وتظهر صور الأقمار الصناعية أيضًا طريقًا جديدًا يقع على بعد نحو عشرة أميال جنوب مدينة القنيطرة، ويمتد من خط الحدود إلى أعلى تلٍّ بالقرب من قرية كودانا، مما يوفر للقوات الإسرائيلية نقطة مراقبة جديدة.

ومن أجل بناء البؤرة الاستيطانية بالقرب من جباتا الخشب، قال جودهيند إن الجرّافات الإسرائيلية قامت بتمزيق أشجار الفاكهة وأشجار أخرى في القرية في جزء من محمية طبيعية. وعلّق رئبس البلدية على ذلك بالقول: “أخبرناهم إننا نعتبر هذا احتلالًا”.

ويقول السكان المحليون إنه منذ دخولهم سوريا، أقام الجنود الإسرائيليون أيضًا نقاط تفتيش وأغلقوا الطرق وداهموا المنازل وهجّروا السكان وأطلقوا النار على المتظاهرين الذين تظاهروا ضد وجودهم. وفي الليل، شوهدت الدوريات على الطرق الخلفية مع إطفاء الأنوار، قبل العودة إلى القاعدة.

ونقلت الصحيفة عن امرأة سورية تُدعى بدور حسن تبلغ من العمر 55 عامًا: “لا أحد يعرف ماذا كانوا يفعلون. لا أحد يجرؤ على السؤال”.

ولاحظت “الواشنطن بوست” أنّ مقاتلي هيئة تحرير الشام الذين يسيطرون الآن على الغالبية العظمى من سوريا غائبون بشكل ملحوظ عن المناطق القريبة من الحدود.

وعلّق الزعيم القبلي في قرية الصمدانية هايل العبد الله، 77 عامًا: “ربما لديهم صفقة مع إسرائيل لا نعرفها”.

وعندما أغلقت القوات الإسرائيلية الطريق الواقع جنوب منزل عبد الله بالتراب والصخور، اعترض العبد الله على ذلك، وصرّح: “لقد أخبرتهم إنّ هذه ليست غزة. لا يمكنك منعنا من الدخول”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: