“روسيا وفساد حكومة بشار الأسد”.. اللواء بهروز اثباتي: هذه هي عوامل انهيار النظام في سوريا
نشر موقع "تابناك" المقرب من أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام وقائد الحرس الثوري السابق محسن رضائي تسجيلًا صوتيا قال إنه يعود للواء بهروز اثباتي أبرز قادة الحرس الثوري الذين كانوا يعملون في سوريا حتى اللحظات الأخيرة التي سبقت سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وتحدث اثباتي عن الأسباب التي أدت إلى سقوط النظام، كاشفًا عن تفاصيل لجلسات أجراها ضباط الحرس الثوري مع الأسد في الأيام الأخيرة بالإضافة إلى دور روسيا والضغوط التي تعرضت لها إيران في سوريا.
ووصف اثباتي الدور الروسي بالخائن، موضحًا أن “روسيا قامت عمدًا بإيقاف راداراتها أثناء الهجمات الإسرائيلية على القادة الإيرانيين في سوريا”. ويكتسب تصريح القائد العسكري الإيراني أهمية في هذا السياق كونه يتولى حسب “تابناك” إلى جانب عمله في سوريا مسؤولية مقر الفضاء الإلكتروني في هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية.
ووفق اثباتي فإن “الخيانة الروسية أدت إلى استشهاد قادة بارزين مثل العميد محمد رضا زاهدي، العميد سيد رضي موسوي، والعميد صادق أميد زاده”.
كما عدّ اللواء الإيراني العامل الروسي أحد العوامل التي أدت لانهيار سوريا، منتقدًا قيام الطيران الروسي بالتركيز “على مناطق غير مهمة وصحراوية في غاراتها الجوية بدلاً من استهداف مواقع إرهابيي تحرير الشام والقوات الوكيلة التركية، مما أدى إلى تفويت الفرص لمواجهة الأعداء”.
فساد النظام
في التسجيل الصوتي الذي قال الموقع إن اثباتي كان يرد على اسئلة واستفسارات كانت تُطرح عليه، تطرق إلى الفساد العميق والعجز بين المسؤولين السوريين، معتبرًا أنه من الأسباب الرئيسية لضعفهم أمام الأعداء. وشرح قائلًا: “في الخطوط الأمامية للدفاع، كان من المفترض أن يتواجد 400 مقاتل، لكن 40 فقط بقوا في الميدان بينما تم إعفاء البقية عبر دفع الرشاوى”. وأضاف أنهم “كانوا يريدون من القادة العسكريين الإيرانيين أن يلتحقوا بهم في طريق أخذ الرشوة”.
وطال حديثه في هذا الإطار شقيق الرئيس المخلوع ماهر الأسد الذي كان يقود الفرقة الرابعة في الجيش، وبعد أن وصفه بالشخص “الملعون”، كشف أن هذا الأخير كان “يتلقى الرشاوى عبر نقاط فرقته المنتشرة في كل أنحاء سوريا حتى من الزوار العراقيين القادمين إلى منطقة السيدة زينب بمقدار 100 دولار عن كل حافلة”.
استبدال إيران بالعرب
وعاد القائد العسكري الإيراني للأجواء التي سبقت زيارة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي إلى سوريا عام 2023، مقارنًا بينها وبين زيارة وزير خارجية الإمارات لدمشق. وأوضح أن القوات الإيرانية التي كانت هناك هي من قامت بتزيين الطريق بين المطار وقصر بشار الأسد بالعلم الإيراني وذلك خلال 5 أو 6 ساعات بعدما فهمنا أن الرئيس لن يُستقبل، بينما في زيارة وزير الخارجية الإماراتي، تم تزيين نفس الطريق بعلم الإمارات من قبل السوريين، وهو الأمر الذي اعترضنا عليه.
وأشار اثباتي أن “أسماء الأسد السنية زوجة بشار كانت تسعى لاستبدال إيران بالدول العربية”، موضحًا أن “بشار الأسد نفذ مطلب الخط الإماراتي- السعودي الذي طالبه بالحد من وجود إيران مقابل دفع المال والتكاليف”. وتابع القائد العسكري الإيراني أن “الإيرانيين تعرضوا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة لأشد الضغوط من قبل بشار الأسد و حكومته”. وكشف أن “أكثر من 80% من العائلات الإيرانية بما فيها السفارة والمدرسة و المهندسين تم طردهم من بيوتهم مع الأثاث وكثير منهم كانوا يبيتون ليلا في السيارات”.
وقال اثباتي إن أحد قادة الحرس الثوري اجتمع بشكل سري ببشار الأسد خلال أيامه الأخيرة وبعد الاجماع وصف هذا العسكري الإيراني بشار الأسد بأنه “شخص مسخ”.
خيانة وضعف الجيش السوري
من جهة أخرى، كشف اللواء اثباتي أن “نصف أعضاء جهاز الأمن السوري كانوا في إجازة خلال سقوط مدينة حلب، كما امتنع الجيش السوري عن تسليم حتى 1000 بندقية كلاشنيكوف للقوات الإيرانية”.
وحول مدينة حماة، وفق المسؤول الإيراني، لم يتم توفير الذخيرة اللازمة للقوات الإيرانية حتى في أوقات الأزمة.
كما كشف اثباتي عن تفاصيل اغتيال الشهيد كيومرث بورهاشمي، القائد الإيراني الذي قتل خلال سقوط محافظة حلب، واعتبره نتيجة “خيانة من قبل اثنين من أفراد الجيش السوري”.
وشرح اثباتي أن تعريف بشار الأسد للمقاومة كان مختلفًا عن تعريف إيران، وكان يسعى بشكل أكبر لتحقيق مصالحه الشخصية والحفاظ على سلطته خلال الفترة الماضية.
نفوذ غربي في الهيكل الأمني السوري
بحسب اللواء اثباتي، كان الفساد و”نفوذ الأعداء في جهاز الأمن السوري على درجة من الخطورة بحيث تم إرسال الأشخاص الرئيسيين إلى الإجازات في أوقات الأزمات الحاسمة”، وهو ما اعتبره “مؤامرة على محور المقاومة” في سوريا.
وتكشف تصريحات اللواء اثباتي عن حقائق غير معلنة حول تحولات سوريا. فوفق المسؤول الإيراني، فإن “الفساد الواسع والخيانة الواضحة من قبل روسيا وحكومة بشار الأسد لم تؤدِ فقط إلى إضعاف القوات الإيرانية في سوريا، بل ساهمت أيضًا في تمهيد الطريق لانهيار هذا البلد”.
هذه المعلومات التي تتكشف يومًا بعد آخر، قد ينتج عنها تحديات كبيرة في علاقات إيران مع روسيا وسوريا في المستقبل، مما يبرز الحاجة الملحة لإعادة النظر في السياسات الإقليمية للجمهورية الإسلامية.