عام ساخن قضته إيران في 2024… ماذا عن 2025؟
شهدت إيران العديد من الأحداث البارزة في عام 2024، التي تنوعت بين تحولات سياسية واقتصادية وكذلك تطورات في ملفات الأمن والدفاع، فضلاً عن استحقاقات انتخابية وإقليمية. كان العام مليئًا بالتحولات الكبرى التي شكلت تحديات على المستويين الداخلي والدولي، وأثرت بشكل ملحوظ على موقف إيران في المنطقة.
تفجيرات كرمان وتفاعلاتها
في بداية العام، تحديدًا في 3 يناير، اهتزت محافظة كرمان جراء سلسلة من التفجيرات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 90 شخصًا وإصابة المئات وذلك بالتزامن مع ذكرى اغتيال اللواء قاسم سليماني. وقد تبنى تنظيم الدولة المسؤولية عن الحادث، بينما ردت إيران بتوجيه ضربات عسكرية إلى مقار قالت إنها مرتبطة بالموساد الإسرائيلي في أربيل العراقية، كما شملت الهجمات أهدافًا في سوريا وباكستان.
الانتخابات البرلمانية والتحديات الداخلية
في الأول من مارس، أجريت الانتخابات البرلمانية الإيرانية وسط تحديات كبيرة للنظام، حيث سجلت الانتخابات أدنى نسبة مشاركة شعبية في تاريخ الانتخابات الإيرانية، إذ بلغت 40.6%. هذه النتيجة التي اعتبرها مطلعون واحدة من الظواهر على حالة الاستياء الشعبي وعدم الرضا عن الوضع السياسي.
الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق
في أبريل، تصاعدت التوترات بين إيران وإسرائيل بشكل كبير بعد الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق في 1 أبريل، والذي أسفر عن مقتل ضابط إيراني كبير وعدد آخر من أفراد الحرس الثوري. رداً على الهجوم، أطلقت إيران عملية “الوعد الصادق 1″، التي كانت المرة الأولى التي تشن فيها إيران هجومًا مباشرًا على أهداف داخل إسرائيل انطلاقاً من الأراضي الإيرانية.
وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي
في مايو، وقع حادث مأساوي تمثل في تحطم مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ما أسفر عن وفاته بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الذين كانوا برفقته، من بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان. بعد هذا الحادث، أُجريت انتخابات رئاسية مبكرة فاز فيها مسعود بزشكيان، الذي ينتمي إلى التيار الإصلاحي.
التصعيد بين إيران وإسرائيل
شهد صيف 2024 تصاعدًا ملحوظًا في التوترات بين إيران وإسرائيل. ففي يوليو، اغتيل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران، وهو ما تبنته إسرائيل لاحقًا. كما اغتالت هذه الأخيرة الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله في سبتمبر. وفي ردها على الاغتيالات، نفذت إيران عملية “الوعد الصادق 2” في أكتوبر، حيث أطلقت صواريخ باتجاه إسرائيل، مما دفع الأخيرة إلى شن هجمات على الأراضي الإيرانية.
الملف النووي الإيراني
فيما يتعلق بالملف النووي، شهد نوفمبر سلسلة من المفاوضات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بقيادة مديرها العام رافائيل غروسي. ورغم محاولاته للتوصل إلى توافقات، لم تحقق هذه الجهود أي اختراق حقيقي، مما دفع إيران إلى زيادة تخصيب اليورانيوم والتسريع في عملية التخصيب.
خروج القوات الإيرانية من سوريا
كان ديسمبر نقطة فارقة، حيث قررت إيران عشية سقوط نظام الأسد سحب قواتها من سوريا بعد أن كانت قد دعمت هذا النظام لعقود. وقد أعلن الكرملين أن روسيا ساعدت إيران في عملية الانسحاب من قاعدة حميميم في سوريا ومع هذا الانسحاب، يبدو أن أن الدور الإقليمي لإيران يواجه تحديات كبيرة الأمر الذي قد يفقدها إمكانية الحضور بعنوان قوة إقليمية في الشرق الأوسط.
التوقعات لعام 2025
فيما تتطلع إيران إلى العام 2025، تستعد لمواجهة تحديات جديدة، لعل أبرزها وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى السلطة، مما قد يشكل مصدر توتر جديد في العلاقات مع الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، تعد إيران بتحقيق مزيد من الردود العسكرية في إطار عمليات “الوعد الصادق”، وسط أزمة اقتصادية متفاقمة داخليًا. الأمر الذي يؤشر إلى أن التحديات المعقدة التي ستواجهها إيران في مختلف الملفات داخليًا و خارجيًا ستتواصل. في ظل هذا المشهد يتوقع عدد من المختصين في إيران أن النظام سيولي أهمية أكبر للملفات الداخلية، مستشهدين في هذا الإطار بالخطوات التي اتخذت مؤخرًا من تأجيل تطبيق قانون الحجاب الإجباري الذي أقره البرلمان إلى رفع الحظر عن بعض المنصات الإلكترونية كالواتس أب ووعودات الرئيس مسعود بزشكيان أن هذا المسار في الإنترنت سيتسمر تدريجيًا لتلقى كامل المنصات نفس مصير المنصات التي تم رفع الحظر عنها.