انفجار البيجر كما رواه سفير إيران في لبنان
ذكر مجتبى أماني، سفير إيران في لبنان، في مقابلة إخبارية نشرتها وكالة تسنيم، أن أجهزة البيجر التي استخدمها حزب الله في لبنان كانت للأغراض غير العسكرية. وأوضح أنه لا يوجد في لبنان نظام إنذار عام مشابه للنظام الإسرائيلي، الذي يعتمد على "الآذان الحمراء" للتنبيه العام، بل كانت تلك الأجهزة تستخدم بشكل عام في المحلات التجارية والمدارس وحتى لدى مواطنين عاديين، بهدف إعلامهم بوجود حالات طارئة.
وأضاف أماني أن الادعاءات التي تقول بأن أجهزة البيجر كانت مخصصة لاستخدامات عسكرية غير صحيحة، حيث كانت منتشرة لأغراض غير عسكرية بشكل واسع. وأوضح أن الجهاز مصمم بطريقة تجعله ينفجر تلقائيا بعد بضع ثوان في حال لم يتم استخدامه، مستشهدا بمقطع فيديو يظهر إصابات لنساء وأطفال مدنيين جراء الانفجار، ما يؤكد أن الجهاز لم يكن حصريا لأعضاء حزب الله.
وأشار أماني إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعترف بمسؤولية إسرائيل عن تفجير هذه الأجهزة، واصفا ذلك بجريمة حرب، إذ يمنع بموجب القوانين الدولية استخدام المواد المتفجرة في أجهزة مخصصة للاستخدامات المدنية. وأكد أن التفجيرات تسببت بأضرار كبيرة لكنها لم تحقق هدفها في كسر إرادة المقاومة اللبنانية، التي خرجت من هذه الأزمة أقوى.
وتحدث السفير عن إصابته الشخصية جراء الانفجار، موضحا أن الجهاز كان في يده اليسرى وعندما ضغط الزر بيده اليمنى، انفجر البيجر، مما أدى إلى إصابات في وجهه وعينيه وعدد من أصابع يده. وذكر أنه خضع لعمليتين جراحيتين لعلاج هذه الإصابات، مشيرا إلى أن عينه اليمنى كانت الأكثر تأثرا وتحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي، فيما كانت إصابة عينه اليسرى أقل ضررا وتكاد تعود إلى حالتها الطبيعية. كما أصيب ببعض الشظايا في يده مما أدى إلى فقدان ست أصابع.
كما أوضح أماني أن هدف هذا الهجوم كان إضعاف حزب الله والمقاومة اللبنانية. وأضاف أن الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية كانت تسعى لتكثيف الضغط على المقاومة عن طريق إلحاق الضرر بأكبر عدد ممكن من الأفراد بدلا من القتل، لأن إصابات الجرحى تضعف القدرات اللوجستية لأي جهة، وتحتاج إلى جهود أكبر من دفن الشهداء.
وأشار السفير إلى أن هذه الأجهزة دخلت لبنان عبر عدة دول أوروبية، وتم تزويدها بالمتفجرات في مرحلة معينة قبل وصولها إلى لبنان. وأضاف أن هنالك فرضية تفيد بأن الشحنة قد تم استبدالها أو التلاعب بها أثناء وجودها على متن سفينة متجهة إلى لبنان. وأوضح أن المصدر الأساسي لهذه الأجهزة هو تايوان، وقد تمت الإشارة إلى أن بعض الدول الأوروبية شاركت في هذه العملية.
واختتم أماني حديثه بالتأكيد على أهمية استمرار دعم المقاومة وتثبيت قوة لبنان أمام الاعتداءات الإسرائيلية، مشددا على أن مهمة إيران تشمل دعم الشعب اللبناني والمظلومين في غزة، والعمل على تحقيق الهزيمة لإسرائيل من خلال إصرار المقاومة وشجاعة الشعب اللبناني.