حزب الله يعلن اغتيال نصر الله
أعلن الإعلام الحربي التابع لحزب الله اغتيال إسرائيل لأمين عام الحزب السيد حسن نصر الله في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارة عنيفة جدًا نفّذها سلاح الجو الإسرائيلي البارحة تضمّنت استخدام صواريخ خارقة للتحصينات، بحسب الإعلام الإسرائيلي.
وكان الحزب خلال الأسابيع الأخيرة قد أعلن عن اغتيال العديد من قادته في الضاحية الجنوبية، نتيجة غارات عدة، قبل أن تتدحرج الحرب إلى غارات واسعة أدت إلى مئات من الضحايا المدنيين في لبنان وإطلاق الحرب صواريخ ثقيلة على مناطق واسعة من المستوطنات الإسرائيلية.
وفي خضم الأنباء عن اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أصدرت السلطات الإيرانية، وعلى رأسها القائد الأعلى الإيراني علي خامنئي، بيانات شديدة اللهجة ضد إسرائيل. ووصف خامنئي الهجوم بأنه دليل على “شراسة الكلب الصهيوني المسعور”، معتبرًا أنّ قتل المدنيين في لبنان يُظهر غباء القادة الإسرائيليين.
وشدّد خامنئي على أنّ “المجرمين الصهاينة” لن يتمكنوا من إلحاق ضرر بالبنية القوية لحزب الله، الذي تدعمه جميع قوى المقاومة في المنطقة، وأنّ مصير هذه المنطقة ستحدده المقاومة وعلى رأسها حزب الله.
وحذّرت إيران من أن هذا الهجوم لن يمر من دون رد، حيث دعا خامنئي جميع المسلمين للوقوف مع حزب الله وشعب لبنان ضد ما وصفه بـ”الكيان الغاصب الشرير”، مذكّرًا بأنّ حزب الله جعل لبنان قويًا وفخورًا بعد أن كان تحت سيطرة القوات الإسرائيلية.
وجاء الإعلان عن اغتيال نصر الله من الجانب الإسرائيلي على أنه جزءٌ من عملية عسكرية أوسع تستهدف تقويض قدرة حزب الله على شن هجمات صاروخية ضد إسرائيل. وأكد الجيش الإسرائيلي أن الضربة الجوية استهدفت مقر القيادة المركزي لحزب الله في حارة حريك جنوب العاصمة بيروت باستخدام أسلحة ثقيلة.
بدورها نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر أنه تم نقل خامنئي إلى مكان آمن مع اتخاذ تدابير أمنية مشددة.
من هو نصر الله؟
سجَل نصر الله مسيرة حافلة على الصعيد العسكري والسياسي، امتدّت عشرات السنوات، فهو قد بدأ طريقه باهتمام ه البالغ بالدراسات الحوزوية من النجف الأشرف في العراق إلى قم في إيران، ثم راح يتدرج في المراكز الحزبية ضمن حزب الله في لبنان حتى بات أمينًا عامًا للحزب.
لمع نجم نصر الله بعد معركة داخلية أشرف عليها ضمن منطقة إقليم التفاح جنوب لبنان، عندما تمّت محاصرته مع قواته هناك وخرج بنتائج ميدانية جيدة. تولّى نصر الله مناصب عدة في الحزب، كرئاسة المجلس التنفيذي، وعُرض عليه أن يكون أمينًا عامًا في سنّ صغير لكنه رفض.
خاض نصر الله وهو أمين عام حروبًا عدة مع إسرائيل، عُرف فيها في خطاباته ذات التأثير الخاص في الجمهور اللبناني والعربي، كحرب عام 1996 و2006، كما كان مؤّيًدا للتدخل العسكري في سوريا وهو ما حصل فعلًا، حيث خاض حزب الله بقيادة نصر الله معارك ضارية ضد الجيش السوري الحرب وجبهة النصرة وتنظيم “داعش”.
تحدث الإعلام الإسرائيلي عن صفات نصر الله مطوّلًا خلال العقود الماضية، حيث كان يحلل لغة جسده في خطاباته وينشر تقارير عن خبرته واطلاعه ومدى تأثيره على المستوطنين الإسرائيليين، خاصة عندما كان يؤكد أنّ الإسرائيليين يصدقون نصر الله أكثر مما يصدقون قياداتهم.
كان نصر الله مقرًّبًا جدًا من قائد قوة القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، كما تمتًع بعلاقة مميزة مع خامنئي وقيادات إيرانية رفيعة المستوى، وبقي كذلك حتى اغتياله.