الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة9 سبتمبر 2024 11:39
للمشاركة:

تحركات أمنية في كردستان العراق قبيل زيارة بزشكيان

أُعلن اليوم الإثنين عن تسليم الناشط الكردي عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني بهزاد خسروي نفسه للسلطات الإيرانية بعدما نقلته القوات الأمنية لإقليم كردستان العراق إلى إيران، قبيل الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الأربعاء القادم للعراق. وذكر بيان مجلس أمن الإقليم إنّ خسروي سُلّم إلى إيران بأمر من رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني.

ويأتي ذلك في أعقاب إعلان مكتب الرئيس الإيراني عن إجراء بزشكيان أوّل زيارة خارجية له إلى العراق الأربعاء المقبل، حيث من المقرّر أن يقوم بجولة في مدينة البصرة وكردستان بالإضافة إلى بغداد، كما من المقرر أن يوقّع بزشكيان خلال هذه الزيارة على ما يقرب من 30 اتفاقية تعاون اقتصادية وأمنية وتجارية ومائية.

وكان من بين حضور حفل تنصيب بزشكيان رئيسًا لإيران رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني ورئيس البرلمان بالإنابة محسن المندلاوي.

ووقعت إيران في آذار/ مارس 2023 اتفاقية تعاون أمني مع العراق خلال زيارة أجراها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني آنذاك علي شمخاني إلى بغداد، حيث التزم العراق بموجب الاتفاقية بمنع أنشطة الأحزاب الكردية الإيرانية في الإقليم. وهدفت تلك الزيارة إلى معالجة التحديات التي وُصفت بأنها متجذّرة في أنشطة الجماعات الإيرانية الكردية المعارضة المتمركزة في إقليم كردستان العراق.

وتحدث قائد قوات الحرس الثوري الإيراني البرية العميد محمد باكبور عن كشف التحقيقات إسناد ودعم إسرائيل لما أسماه “فرق التخريب” التي تعمل على الحدود وتنفيذ عمليات “إرهابية” على المخافر الحدودية الإيرانية.

وأضاف باكبور: “بعد قمع الجماعات الإرهابية في جنوب وشرق البلاد، وقّعت الحكومة العراقية اتفاقًا أمنيًا مع إيران لطرد وتطهير العناصر المعادية من الحدود المشتركة بين البلدين، وهذا كان أعظم انتصار للجمهورية الإسلامية”.

ومن بين المخاوف التي تؤرق إيران في السنوات الأخيرة هو ما تُطلق عليه “وجود عناصر الموساد في إقليم كردستان العراق”، وقد حذرت المسؤولين في إقليم كردستان العراق من أنّ “أراضيهم تحوّلت إلى قواعد آمنة للمعارضين ومقار لتدريب الإرهابيين ومكانًا لتخطيط العمليات ضد إيران، بالإضافة إلى حركة عناصر الموساد”.

وأكدت طهران أنها تقدّم خلال الجلسات الأمنية المشتركة بين البلدين الأدلة اللازمة عن وجود “مقرّات الجماعات الكردية الانفصالية، وكذلك مراكز تابعة للموساد”، إلى المسؤولين في بغداد وأربيل، وقد شنّ الحرس الثوري عمليّات ضد مواقع هذه الجماعات والموساد في كردستان العراق.

وعلى الرغم من ذلك، تم توقيع اتفاقية أمنية بين إيران والعراق لتوفير الأمن للحدود من خلال إزالة القواعد “المعادية للثورة” القريبة من الحدود المشتركة، وذلك في آذار/ مارس 2023 بحضور رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، الأمين العام السابق لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمحاني، مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء العراقي وقاسم الأعرجي. ووفقًا لهذه الاتفاقية، مُنح العراق مُهلة حتى 19 أيلول/ سبتمبر 2023 لتجريد “الجماعات الكردية الانفصالية المتمركزة في إقليم كردستان من أسلحتها وإغلاق معسكراتها”.

وأشار سفير إيران لدى العراق محمد كاظم آل صادق إلى أنّ الاتفاقية تتضمّن ثلاثة بنود رئيسية تشمل: السيطرة على الحدود من قبل الحكومة المركزية، نزع سلاح المعارضين وتبادل المجرمين. كما تم التأكيد على نقل هذه القوّات المعارضة من المناطق الحدودية إلى عمق الأراضي العراقية.

وقال آل صادق إنّ عملية النقل قد تم تنفيذها إلى حد كبير بنجاح، وتم تصميم معسكرات لهذا الغرض، حيث حُدِّدت ثلاث معسكرات في أربيل ومعسكر واحد في السليمانية. كما يجري بناء جدار حول موقع تجميع هذه القوات في منطقة السليمانية من قبل قوات الاتحاد الوطني الكردستاني، بهدف محاصرتها بالكامل.

وبشأن نزع السلاح، أضاف آل صادق أنّ نزع السلاح يعني إزالة الأسلحة الثقيلة منهم، وقد تم ذلك، لافتًا إلى أنه في العراق يمتلك الكثير من الناس أسلحة خفيفة مثل الكلاشينكوف في منازلهم، لكنّ هذه القوات غير مسموح لها بحيازة تلك الأسلحة بحسب للتدابير التي تم تصميمها في إقليم كردستان.

كذلك أفادت شبكة “روداو” الكردية نقلًا عن مصدر في وزارة الداخلية العراقية في 1 آذار/ مارس 2024 بأنّ الحكومة العراقية قررت إلغاء جواز سفر المسؤول التنفيذي في حزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني مصطفى هجري.

وجاء هذا القرار بعد اجتماع اللجنة الأمنية المشتركة بين العراق وإيران، وتم الاتفاق على إلغاء جوازات سفر 76 شخصًا آخرين من قيادات الأحزاب الكردية الإيرانية.

وقبل زيارة بزشكيان إلى العراق، قامت الفروع الثلاثة لمنظمة “كوملة” التي تصنّفها إيران إرهابية وانفصالية يوم الخميس الماضي بإخلاء معسكراتها في المناطق الحدودية المشتركة بين إقليم كردستان وإيران.

وفي هذا السياق، تم نقل أعضاء “كومله” المتمركزون في معسكر زرغویز العليا إلى منطقة سورداش، التي تبعد 40 كلم عن زرغویز وبالقرب من مدينة دوكان في إقليم كردستان. وبحسب قيادات “كومله”، فإنّ هذه الخطوة هي بداية لنقل كامل لهذه الجماعة بعيدًا عن المناطق الحدودية. كما ذكرت مواقع إيرانية إنّ هذه الأحزاب فرَّغت مستودعات أسلحتها ونقلتها إلى مواقع مجهولة.

وفي حديثه في 21 آب/ أغسطس الماضي، شدّد المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني خالد عزيزي على أولويات الحزب، بما في ذلك الإطاحة بالجمهورية الإسلامية وإقامة حكم ديمقراطي بمشاركة جميع الإيرانيين.

وأردف عزيزي: “هناك مجال آخر من الأولويات يتمثّل بتنسيق وتنظيم قاعدتنا الداعمة وقوّات البشمركة، لأننا لا نعرف ما الذي سيحدث في الشرق الأوسط. ولهذا السبب نُعِدُّ أنفسنا لكل الاحتمالات التي لا يمكن التنبؤ بها”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: