“غارة في طهران”.. هكذا قتلت إسرائيل هنية
كشفت وكالة "فارس" الإيرانية أن عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية حدثت في حدود الساعة 2 فجرًا بتوقيت إيران عبر استهدافه بقذيفة جوية في مقر إقامة خاص بجرحى الحروب شمال طهران. حيث يتوافق هذا الوقت المعلن مع التوقيت الذي نشر فيه إيرانيون تغريدات على منصة "اكس" تفيد سماعهم دوي انفجار شمال العاصمة.
وتوعد القائد الأعلى الإيراني علي خامنئي إسرائيل بالرد على اغتيال هنية في طهران، حيث قال إن الكيان الصهيوني الإرهابي هيأ بهذه العملية الأرضية لعقاب قاسي سيطاله، مؤكدًا أن “الانتقام لدم هنية من واجباتنا لأنه وقع على أراضينا”.
إلى ذلك، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن المحتلون الإرهابيون سيندمون على عملهم الجبان، مضيفًا أننا سندافع عن أراضينا وعزتنا وكرامتنا وشرفنا.
ووفقًا للبيان الذي أعلنه الحرس الثوري صباح الأربعاء 31 تموز/ يوليو 2024 فإن هنية قضى برفقة أحد أفراد حمايته في هجوم على مقر إقامتهم في طهران، مشيرًا إلى أن التحقيقات جارية لمعرفة تفاصيل الحادثة وسيتم الإعلان عن النتائج لاحقًا.
كما أصدرت حركة حماس بيانًا أكدت فيه اغتيال هنية عبر غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في طهران بعد مشاركته في مراسب تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان في البرلمان الإيراني. كذلك أوضح مستشار هنية لقناة “الجزيرة” أن الجانب الإيراني سيعلن لاحقًا عن تفاصيل العملية.
في هذا الإطار، أكدت الخارجية الإيرانية أن السلطات المعنية في البلاد تجري التحقيقات اللازمة لمعرفة أبعاد وتفاصيل حادثة الاغتيال، مؤكدًا أن دماء هنية لن تذهب هدرًا على الإطلاق. كذلك، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن مسؤولين إيرانيين أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بحضور قائد فيلق القدس في الحرس الثوري إسماعيل قاآني سيعقد جلسة في مقر القائد الأعلى على إثر هذه التطورات.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني أن اللجنة ستعقد اجتماعًا على ضوء الحدث نفسه. فيما توعد عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني محسن رضائي إسرائيل بأنها ستدفع ثمناً باهظاً.
بدورها، لم تصدر الحكومة الإسرائيلية أي تعليق رسمي حتى الأن، حيث أفادت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن مكتب نتياهو طلب من الوزراء عدم الإدلاء بأي تصريح عن الحادثة، إلا أن الإعلام الإسرائيلي نقل تصريحًا لوزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، قال فيه إن “هذه هي الطريقة الصحيحة لتطهير العالم”، مؤكدًا أن موت هنية يجعل العالم “أفضل قليلاً”. وفي السياق، اعتبر رئيس حزب العمل الإسرائيلي أن اغتيال هنية بطهران وشكر ببيروت نجاح أمني مهم.
الجدير ذكره، أن اغتيال إسماعيل هنية الذي كان يشارك في تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان يأتي بالتزامن تقريبا مع استهداف القائد العسكري الكبير في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت والذي لم يعرف مصيره حتى الأن وفق البيان الصادر عن حزب الله. كما يتزامن الحدث مع أعلان كتائب حزب الله العراق عن استهداف أميركي بطائرات مسيرة انطلقت من قاعدة السالم في الكويت طال مجموعة من خبراء المسيرات. بالإضافة إلى ذلك، تأتي هذه التطورات بعد وقت قصير من قيام إسرائيل بغارات على ميناء الحديدة في اليمن في إطار ردها على قيام حركة “أنصار الله” بقصف تل أبيب بطائرة مسيرة أسفرت عن مقتل إسرائيلي وإصابة أخرين.
يعد إسماعيل هنية أحد الشخصيات البارزة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وله دور سياسي وعسكري كبير في الحركة. ولد هنية عام 1963 في مخيم الشاطئ للاجئين في قطاع غزة، وهو يعود بأصوله إلى قرية الجورة بالقرب من مدينة عسقلان التي هجرت عائلته منها خلال حرب 1948 ودرس في الجامعة الإسلامية في غزة حيث حصل على درجة البكالوريوس في الأدب العربي.
وانضم اسماعيل هنية إلى حركة حماس في أوائل الثمانينات عندما كانت الحركة تتشكل كفرع لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، وتعرض هنية لعدة اعتقالات من قبل السلطات الإسرائيلية وأمضى عدة سنوات في السجون الإسرائيلية خلال الانتفاضة الأولى (1987-1993).
أصبح هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في عام 2017 خلفًا لخالد مشعل بينما شغل قبل ذلك منصب رئيس الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية بين عامي 2006 و2007.