أبرز الشخصيات المرشحة لتولي وزارة الخارجية في عهد بزشكيان
بينما تتوجه الأنظار نحو تشكيل بزشكيان لحكومته الجديدة التي سيعمل من خلالها على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، تركَّزت التكهنات والأنظار عن الوزير المحتمل لوزارة الخارجية في ظل الدور الكبير الذي لعبه وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف، في الحملة الانتخابية لبزشكيان، خاصة أن ظريف شارك في برنامج الطاولة السياسية التلفزيوني أثناء فترة الدعاية الانتخابية الرئاسية بجانب السفير الإيراني السابق في موسكو مهدي سنائي، لتزداد التكهنات حول عودة ظريف ثانيةً إلى منصبه الوزاري في الخارجية.
ومن بين الأسماء البارزة التي ترددت لتولي هذا المنصب، نجد إلى جانب ظريف، كلًا من عباس عراقتشي، ومجيد تخت روانتشي، وعلي باقري كني، ومهدي صفري، ومهدي سنائي.
محمد جواد ظريف
شغل ظريف منصب وزير الخارجية في الفترة من 2013 إلى 2021، ويعتبر من أبرز الأسماء المطروحة. واشتهر ظريف بدوره في التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015م.
لكن في الوقت نفسه، كشفت مصادر مطلعة لـ “جادة إيران” أن ظريف لن يتولى وزارة الخارجية في حكومة الرئيس الجديد مسعود بزشكيان. وخرج ظريف نفسه وأكَّد على أنه لن يتولى أي مسؤولية في حكومة بزشكيان.
عباس عراقتشي
شغل عراقتشي منصب كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين إلى جانب منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، ويُعد مرشحاً قوياً أيضاً إذ ظهر بجانب بزشكيان في أثناء فترة الدعاية الانتخابية.
وشارك عراقتشي في المفاوضات النووية مع مجموعة 5+1، ولعب دورًا حاسمًا في التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015.
وذكر مصدر مطلع لوكالة “تسنيم” الإيرانية أن عراقتشي الخيار الأرجح لشغل منصب وزير الخارجية في حكومة بزشكيان. كذلك أعلن موقع “إيران نوانس” تعيين عراقتشي مسؤولًا اتصال للرئيس المنتخب في السياسة الخارجية. ويذكر أن رئيسي عيَّن بعد انتخابه أمير عبد اللهيان مسؤول اتصال في السياسة الخارجية أيضًا قبل أن يسمّيه للبرلمان وزيرًا للخارجية.
مهدي سنائي
مهدي سنائي سياسي ودبلوماسي إيراني، سبق له العمل سفيرًا لإيران لدى روسيا ومستشارًا لوزير الخارجية. ويختص سنائي بالجانب الأوراسي إذ يتولى رئاسة مؤسسة دراسات إيران وأوراسيا “إيراس”، وترأس سابقًا مجموعة الصداقة البرلمانية مع روسيا وأوكرانيا.
كما يُنسب لسنائي إطلاق منصب الملحق الثقافي لسفارات إيران في كازاخستان وروسيا، وعمل فيهما ملحقًا ثقافيًا.
كما أن زوجته زينب يونسي مترجمة لغة روسيا وهي أبنة وزير الاستخبارات الأسبق علي يونسي.
ظهر سنائي إلى جانب بزشكيان في الدعاية الانتخابية صحبة جواد ظريف فيما اعتبره مراقبين دلالة على اهتمامه بالعلاقات مع روسيا ومنطقة أوراسيا محور اهتمامه.
وأعتبر بزشكيان في برنامجه الانتخابي الذي شارك فيه سنائي، أن التقدم في السياسة الخارجية لإيران فيما يتعلق بالدول الأسيوية مرتبط بتنفيذ سياسة خارجية متعددة الأوجه، ولفت إلى أن الحكمة والمصلحة يقتضيان الخروج من دائرة العقوبات.
علي باقري كني
عُيَّن باقري كني في بداية حكومة إبراهيم رئيسي مساعدًا لوزير الخارجية للشؤون السياسية كبيرًا لمفاوضي إيران النوويين قبل أن يُعيَّن قائمًا بأعمال وزارة الخارجية على إثر حادثة المروحية الرئاسية التي أودت بحياة رئيسي وأمير عبد اللهيان.
كان يعتبر باقري كني من الكوادر المقربة من المرشح الرئاسي سعيد جليلي، إذ كان مساعدًا لجليلي للسياسة الخارجية والأمن الدولي إبان تولي جليلي منصب أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي، وكان يُشار إليه بوصفه من حصة جليلي في الخارجية إلى جانب مهدي صفري.
تعرَّض باقري كني إلى انتقادات من التيار الأصولي وصلت إلى حد المطالبة بإقالته من منصبه في وقت كان يجري الحديث عن وصول إيران مع الدول الغربية إلى اتفاق على إحياء الاتفاق النووي.
مهدي صفري
يتولى حاليًا مهدي صفري منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الدبلوماسية الاقتصادية، وسبق له العمل سفيرًا لبلاده لدى الصين والنمسا وروسيا، كما تولى سابقًا منصب مساعد الوزير لشؤون أوروبا وأمريكا، كما كان من ضمن فريق التفاوض النووي الذي كان يقوده جليلي إبان توليه أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي.
على خلفية ما تقدم فإن اختيار الرئيس بزشكيان أيًا من الأسماء السابقة لوزارة خارجيته في ظل الأوضاع الراهنة والتحديات الكبيرة التي تواجهها إيران على الساحة الدولية، سيكون خطوة حاسمة نحو حلحلة مشاكل إيران على الصعيد الخارجي، ومحاولة إخراجها من دائرة “الأمننة” التي لطالما تحدث عنها ظريف. وسيواجه من يتولى حقيبة الخارجية قضايا حساسة مثل المفاوضات النووية والعلاقات مع الدول الغربية، فضلًا عن العلاقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.