بين كييف وفيينا: الضمانات تهز أمن العالم

في أرجاء المطعم القديم وسط براتيسلافا تصدح الموسيقى في كل مكان. لا شيء هنا يقول إننا في هذا الزمان، سوى هاتفي وكمامتي وإدراكي بأني لست في تشيكوسلوفاكيا الشيوعية وسط الحرب الباردة. الموسيقى، الوجوه، الطاولات، وحتى المتعلقات الموضوعة على الجدران، كلها لم تغادر زمنا آخر، وكأنها جاهزة لاستعادته في لحظة دولية حاسمة. يضع صاحب المطعم طبقي وكوب العصير المنزلي الصنع على طاولتي ويعاجلني بسؤال حِول جنسيتي، لبرهة استعيد شعر محمود درويش وأكاد أخبره أن “كل قلوب الناس جنسيتي” لكني اتماسك قليلا، “لبناني أنا، سيدي.”