التسوية الإيرانية الأميركية: رمال الثقة المرتجفة

يوم أعلن الاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية في صيف عام ٢٠١٥، طُبع يوم الرابع عشر من تموز/ يوليو بكونه تاريخ اتفاق القرن، أو على الأقل هكذا جرى تسميته. بدأت السيناريوهات تُطرح حول التحول الكبير في العلاقة بين واشنطن وطهران بل ووصلت الأمور إلى حد السؤال عن موعد فتح السفارة الأميركية في العاصمة الإيرانية بعد أكثر من ثلاثة عقود ونصف من الاقفال. كل ما جرى التفكير به كان منطقيا، حتى تخيل نزول جون كيري على درج طائرة في مطار مهر آباد حيث تُستقبل عادة الوفود الخارجية، لم يكن خارج حسابات الواقعية السياسية، لكن العلاقات الأميركية الإيرانية بكلها وكلكلها هي التي كانت دوما متمردة بحكم القطب المخفية التي تحكمت ولا تزال تتحكم بها.