حسين منتظري: مفارقة الزاهد بالسلطة

كان اللقاء الأول مع آية الله حسين علي منتظري عام ١٩٧٩ في أحد الصالونات التابعة للبرلمان الإيراني في طهران، بعدما اتخذه مقراً مؤقتاً غداة عودته مع الإمام الخميني من باريس وإعلان انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية. فوجئت بمشهد المجتهد الجليل يجلس القرفصاء على الأرض لاستقبال المراجعين، متجنباً استخدام المفروشات الفخمة العائدة إلى زمن الشاه. هكذا منذ اللحظة الأولى وجدت نفسي في أجواء عالم جديد كنت لامسته قليلاً في نوفل لوشاتو في باريس قبل عودة الإمام الخميني: عالم الزهد والتقشف الذي يحكم سلوك رجال الدين المناضلين ونمط عيشهم و حياتهم. لم أفكر كثيراً في معنى إعادة هندسة مكان اللقاء، وما إذا كان المراد رسم حدّ فاصل مع ثقافة نظام امبراطوري ذهب مع الريح وبقيت معالم له في عملية انتقال السلطة.